التهراوي يُفاجئ الجميع.. صراحة ووضوح في مواجهة الملفات الشائكة لقطاع الصحة

admin7 أكتوبر 2025آخر تحديث :
التهراوي يُفاجئ الجميع.. صراحة ووضوح في مواجهة الملفات الشائكة لقطاع الصحة


زنقة 20 ا عبدالرحيم المسكاوي

خلق الحوار الصحفي التلفزيوني الذي أجراه وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، مساء أمس، على القناة الثانية ، موجة واسعة من الإشادة على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما قدّم نموذجا مغايرا في التواصل الحكومي من خلال خطاب صريح وشفاف، تميز بالوضوح في تشخيص واقع المنظومة الصحية، وبالجرأة في طرح القضايا الحساسة التي ظلت لسنوات بعيدة عن النقاش العمومي.

عدد من الإعلاميين والفاعلين السياسيين والمدنيين عبروا عن إعجابهم بالأسلوب المباشر الذي اعتمده الوزير، معتبرين أن ظهوره شكل تحولا نوعيا في طريقة تواصل المسؤولين العموميين مع الرأي العام.

وكتب أحد الصحافيين على منصة “إكس”: “أمين التهراوي أعاد الثقة في الخطاب الرسمي لوزارة الصحة، لأنه تحدث بلغة المواطن، لا بلغة الخشب”. فيما قالت إحدى الناشطات  “أول مرة نسمع وزيرا يواجه لوبي المصحات الخاصة بهذا الوضوح والشجاعة”.

وحظي موقف الوزير بوقف الدعم الاستثماري الموجه لعدد من المصحات الخاصة بتفاعل كبير، بعدما كشف أنه تدخّل شخصيًا لتعليق دراسة سبع ملفات كانت قيد البت داخل لجنة الاستثمارات الحكومية، موضحا أن قراره جاء لإعادة تقييم العلاقة بين الدولة والقطاع الصحي الخاص، خاصة في ما يتعلق بالتحفيزات العمومية.

وأكد التهراوي أن دعم الدولة يجب أن يوجَّه لما يخدم الصالح العام، متسائلا: “هل من المنطقي أن نستمر في تحفيز قطاع يحقق أرباحًا مرتفعة بطبيعته، في حين أن مخاطره الاستثمارية محدودة؟”.

واعتبر عدد من المراقبين أن الوزير فتح بهذا القرار نقاشا جديدا حول حدود تدخل الدولة في دعم القطاعات الربحية، مؤكدين أن جرأته في طرح هذا الملف تمثل تحوّلًا في منطق تدبير السياسات الصحية، حيث لم يتردد في الدعوة إلى توجيه الدعم نحو المناطق النائية والمحرومة، بدل المراكز الحضرية التي تحتضن بالفعل مؤسسات صحية خاصة ومصحات جامعية.

كما نال التهراوي إشادة واسعة بعد تأكيده أن أي استثمار خاص في الصحة يجب أن يكون مشروطا بالالتزام بخدمة العدالة المجالية، وأن من يفتح مصحة في منطقة بعيدة عليه أن يوفر أطباءه وأطره، لا أن يستقطبهم من المستشفيات العمومية القريبة التي تعاني أصلًا من الخصاص. هذا الموقف، بحسب عدد من الأطباء والفاعلين، يعكس حرص الوزير على حماية المرفق العمومي من الاستنزاف وضمان توازن المنظومة الصحية الوطنية.

في الأوساط السياسية، ثمن عدد من البرلمانيين والقيادات الحزبية الأداء التواصلي للوزير، واعتبروا أنه يجسد جيلا جديدا من المسؤولين الذين لا يختبئون وراء لغة التبرير، بل يواجهون الرأي العام بوضوح وصدق. فيما وصفه آخرون بأنه “أعاد الأمل في إمكانية إصلاح قطاع ظل رهين المصالح واللوبيات”.

ويرى متتبعون أن ظهور الوزير في هذا الحوار يمثل نقطة بداية لمسار إصلاحي جديد، يقوم على الشفافية في القرار والتوازن في العلاقة بين القطاعين العام والخاص، وعلى جعل الصحة أولوية وطنية لا مجرد مجال للربح.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة