زنقة 20. الرباط
برزت من جديد إشكالية جودة الإعلام العمومي ببلادنا، وذلك بمناسبة عرض برنامج خاص على القناة الثانية مخصص لتحليل ومناقشة الأحداث التي شهدتها عدة مدن بالمملكة.
ورغم أن فكرة البرنامج كانت إيجابية وتحسب للقناة كمبادرة، لا سيما عبر استضافة ضيوف متميزين يجمعون بين المعرفة الأكاديمية والنضال السياسي، على غرار وسيط المملكة، حسن طارق، إلا أن طريقة تسيير الإعلامية سناء رحيمي، هي التي حجبت تميز هذه المبادرة.
ملاحظات سلبية..
سجل المشاهدون للبرنامج الذي تم بثه مباشرة، مساء الجمعة، عدة ملاحظات على تقديم رحيمي الذي كان بعيدًا عن مستوى التوقعات، ولم يُسهم في إغناء النقاش أو تهدئة الأجواء. وإنما بدت شاردة أحيانا في إدارتها للنقاش وضعيفة فكريًا مقارنة بمستوى الضيوف في الغالب.
رحيمي بدت مفتقرة إلى التركيز اللازم، حيث أكثرت من مقاطعة الضيوف، ولم تمنحهم فرصة لاستكمال أفكارهم وتحليلاتهم. هذه الطريقة في إدارة الحوار، كانت مُستفزة في بعض الأحيان، وحرمت المشاهدين من الاستفادة من العمق الفكري لتحليل الباحث الاجتماعي، مصطفى اليحياوي أو العرض الواضح والقوي لأفكار وسيط المملكة، حسن طارق. بدا وكأن هدف الحلقة انحرف نحو “دغدغة المشاعر” بدلًا من تقديم تحليل فكري رصين وهادف لقضية الساعة.
ضرورة التجديد..
تتراكم الملاحظات السلبية حول أداء رحيمي، وتضاف هفواتها في البرنامج الخاص إلى خطأ إعلامي سابق مثير للجدل: ذكرها أن الملك محمد السادس يبلغ 72 عامًا، بينما عمره الحقيقي هو 62 عامًا. هذا التوالي في الأخطاء، حتى لو اعتُبر الخطأ السابق “زلة لسان”، يُشكل إنذارًا واضحًا بضرورة ضخ دماء جديدة وتجديد الكفاءات في الإعلام العمومي.
من الواضح أن البرنامج وضع اليد على مكمن الداء، وهو ضرورة انفتاح “دوزيم” على الشباب والمواهب الجديدة، ليس فقط لتجديد أسلوبها، بل لمواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية المتسارعة في بلادنا. كما يجب استبدال “غرور” بعض الإعلاميين بتعزيز الإعلام العمومي بمهنيين يملكون الكفاءة العالية والضمير المهني، حتى يكونوا في مستوى التعامل مع التحديات الكبرى بمسؤولية، بدلاً من الانخراط في الخطابات الشعبوية أو السعي وراء “البوز”.




