حلّ رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، صباح اليوم الخميس، بمدينة سبتة، للمشاركة في مراسم افتتاح المحطة البحرية الجديدة، في زيارة تحمل حساسية سياسية واضحة، حيث استقبله رئيس حكومة المدينة، خوان فيفاس، الذي عبّر عن اعتزازه بهذه الزيارة، مذكّرا بأنها الرابعة لسانشيز، ليصبح أكثر رئيس حكومة إسباني تطأ قدماه سبتة في العقد الأخير.
الصحافة المحلية نقلت عن فيفاس تأكيده أن المحطة البحرية الجديدة ستشرع رسميًا في العمل خلال الأسبوع الأول من دجنبر المقبل، في خطوة يُعوَّل عليها لتعزيز الربط البحري بين سبتة والمدن الإسبانية الأخرى.
كما شدد فيفاس على أن هذا المشروع يشكل إضافة نوعية لحركة تنقل الساكنة، ودعم النشاط الاقتصادي والسياحي، ودمج الميناء ضمن منظومة النقل الإقليمي الإسباني، وهو ما يمنحه رمزية خاصة داخل أجندة الحكومة الاشتراكية.
وتأتي هذه الزيارة بعدما سبق لسانشيز أن ألغاها قبل أسابيع، حين اضطر إلى تعديل جدول أعماله، وفق ما أوردته مصادر إعلامية من بينها موقع Ceuta Ahora، حيث أن الإلغاء جاء بسبب مثوله أمام البرلمان لتقديم توضيحات تتعلق بالأزمة السياسية التي تعصف بالائتلاف الحاكم، على خلفية تصاعد التوتر مع حزب “جونتس” الكتالوني الداعم لحكومته، ما أضفى على الزيارة الحالية بُعدًا إضافيًا من الحذر السياسي، سواء داخل مدريد أو في سبتة نفسها.
وتُعد زيارة سانشيز الحالية الرابعة له إلى سبتة، المدينة التي يطالب المغرب بالسيادة عليها، وذلك منذ توليه رئاسة الحكومة، في مؤشر على اهتمامه الخاص بالمدينتين، اللتين تتمتعان بوضع إداري خاص داخل التنظيم الجهوي الإسباني.
فقد دشن سانشيز سنة 2023 مركزا صحيًا بمنطقة “تاراخال” بميزانية قاربت ستة ملايين يورو، كما انتقل إلى المدينة سنة 2021 خلال أزمة الهجرة التي شهدت تدفق آلاف الأشخاص من الجانب المغربي، في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في العلاقات بين البلدين.
ويظل ملف سبتة ومليلية من أعقد الملفات في مسار العلاقات المغربية الإسبانية، بحكم تداخله التاريخي والسيادي، فالمغرب، منذ استقلاله عام 1956، لم يعترف بشرعية السيادة الإسبانية على المدينتين، وظل يعتبرهما جزءًا من ترابه الوطني، مع دعوات متكررة لفتح حوار مباشر حول مستقبل هذا الملف.
وفي المقابل، تستمر مدريد في تجميد أي نقاش سياسي بشأن السيادة، رغم التحولات الإقليمية والدولية التي يراها مراقبون قادرة على إعادة فتح النقاش في مرحلة ما، خاصة مع المتغيرات الجيوسياسية التي تعيد رسم موازين القوة في غرب المتوسط.



