كشف الممثل عبد النبي البنيوي عن انضمامه إلى مسلسل “أبطال الرمال” للمخرج سامر جبر، الذي يقدّم في صيغة ثلاثية، مجسدا فيه دورا تاريخيا يعود به إلى الأدوار الناطقة بالعربية الفصحى بعد فترة من الغياب عن هذا النوع من الأعمال.
وأوضح البنيوي في تصريح لجريدة “مدار21” أنه يشارك في هذا المسلسل المكون من ثلاث خماسيات تضم في مجموعها 15 حلقة، إذ يجسد مجموعة من الأدوار المهمة رغم محدودية مساحتها، إلى جانب شخصيات تاريخية متنوعة.
وأكد البنيوي أنه لم يتردد في قبول المشروع الذي عُرض عليه من طرف المنتج المنفذ محمد الطغاط، بالنظر إلى خصوصية العمل وطبيعته التاريخية، مضيفا: “أحببت الفكرة، خصوصا أنني لم أشتغل منذ مدة في أدوار بالفصحى، وعندما عُرضت علي المشاركة، وجدتها فرصة مناسبة للعودة إلى هذا النوع من الأعمال الذي أفضله وأشعر فيه بالراحة والانسجام، وأحب الاشتغال من خلاله”.

وأشار البنيوي إلى أنه يجدد التعاون في هذا المشروع مع المنتج هادي قرنيط الذي اشتغل معه سابقا، معبرا عن أمله في أن يتم تصوير مزيد من الأعمال التاريخية في المغرب، لكونها تتيح فضاء واسعا للممثلين والتقنيين، وقد تشكل فرصة حقيقية للانفتاح أكثر على الدراما التاريخية مستقبلا.
وعن تجربته مع المخرج سامر جبر، قال البنيوي: “العمل معه ممتع، إذ يمتلك طريقة خاصة في الإخراج، ومن خلال متابعتي لأعماله، ومنها سيوف العرب، لاحظت أنه قادر على إضفاء امتداد للواقعية التي رسخها في الدراما العربية المخرج الراحل الكبير حاتم علي”.

وانطلقت عملية تصوير المسلسل العربي التاريخي “أبطال الرمال”، في مدينة مراكش، لتسليط الضوء على حقبة الجاهلية، بمشاركة مجموعة من الممثلين المغاربة والعرب، من بينهم عدنان موحجة، وعبد النبي البنيوي، وعز العرب الكغاط، إلى جانب نضال نجم وخالد نجم، ومحمد الإبراهيمي، وغيرها من الأسماء الفنية.
وهذا العمل من إنتاج المؤسسة القطرية للإنتاج، وشركة سينوغرافيا للمنتج هادي قرنيط، وإخراج سامر جبر، الذي أخرج أيضا السنة الماضية مسلسل “سيوف العرب” الذي صور بالمغرب، وبثت حلقاته على منصة شاهد.
ويتولى تنفيذ إنتاج الحلقات المصورة في المغرب شركة “New Generation Pictures” المملوكة لمحمد الكغاط، بينما تعود مهمة الإنتاج الكلي إلى الشركة القطرية.
وتتناول أحداث المسلسل فترة الجاهلية، وهي المرحلة التي سبقت ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وسميت بهذا الاسم لما اتسمت به من جهل ديني وضلال عن عبادة الله.
وارتبطت هذه الحقبة بالصراعات القبلية، وعبادة الأصنام، وغلبة العصبية، رغم ازدهار اللغة العربية حينها وبلوغها ذروة الفصاحة والبيان، خاصة في الشعر.
ويُطلق مصطلح “العصر الجاهلي” في الدراسات التاريخية على الفترة التي سبقت بزوغ الإسلام بما يقارب 150 إلى 200 عام.
وكان قد صور قبل أشهر مسلسل “سيوف العرب” بالمغرب أيضا، والذي تدور أحداثه بين الحقبة الجاهلية والعصر الأموي، وجاء عنوانه ليعبر عن رمزية القوة والشجاعة.
وتناول المسلسل أحداثا مستوحاة من شخصيات تاريخية بارزة، تسرد حروبا ومعارك، وتستعرض عادات العرب وتقاليدهم، إضافة إلى ما ميز تلك المرحلة من تعقيدات اجتماعية وسياسية واقتصادية، فضلا عن القيم التي كانت تحكمها.
وتم تصوير مشاهد المسلسل ما بين مراكش وورزازات، بمشاركة نخبة من الممثلين العرب، من بينهم المغاربة محمد مفتاح، ومحمد خيي، وهشام بهلول، وياسين أحجام، وسلمى السيري، وندى هداوي، وأمين الناجي.
ويُصنف هذا العمل ضمن فئة الوثائقيات الدرامية، إذ يجمع بين الطابع التاريخي وعناصر الإثارة والحركة، بمشاركة ممثلين من سوريا وتونس والمغرب والخليج العربي، ويوثق مرحلة مفصلية من التاريخ العربي والإسلامي.



