اعتبرت فاطمة الزهراء التامني، النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار، أن خروج رئيس الحكومة عزيز أخنوش الإعلامي للحديث عن إنجازات حكومة خلال السنوات الأربع الأخيرة، “لم يكن موفقا”، مشيرة إلى أن لغته اتسمت بالارتباك، وأن حديثه عن إنجازات حكومته “لا يترجم على أرض الواقع”.
وأضافت التامني في تصريح لـ”الصحيفة” بشأن ما أدلى به أخنوش خلال لقائه التلفزي مع القناتين الأولى والثانية مساء الأربعاء، بأن هناك “مفارقة كبيرة بين ما يدعيه رئيس الحكومة وما يعيشه المغاربة يوميا”، مبرزة أن العديد من القطاعات تعاني من الاختلالات، بادئة بالتعليم الذي يعاني بحسبها من “اختلالات بنيوية عميقة”، دون أن تكون هناك مؤشرات على الخروج من “النفق المظلم”.
وأشارت النائبة البرلمانية اليسارية في تصريحها إلى أن الوضع في قطاع الصحة أيضا “أكثر مأساوية”، حيث يتكبد المرضى معاناة مريرة بسبب “النقص الحاد في الأطر الطبية وانعدام الولوج للخدمات الصحية”، معتبرة أن هناك “إجهازا ممنهجا على الصحة العمومية لصالح القطاع الخاص”.
وتابعت التامني في هذا السياق أن معاناة الأسر تضاعفت مع التعليم الخصوصي وارتفاع أسعاره، لافتة إلى وجود “تمييز داخل المدارس الخاصة بين مؤسسات VIP وأخرى أقل مستوى”، فيما تبقى المدرسة العمومية “الضحية الأكبر لهذه الاختلالات”.
وشددت التامني على أن مشروع “الريادة” الذي تحدث عنه أخنوش أمس الأربعاء، والذي تروج له الحكومة بشكل كبير “لن يحقق أي شيء”، مؤكدة أن المعارضة وقفت على “اختلالات واضحة وتمييز صارخ” يطبع هذا المشروع.
وفي ما يخص القضايا الاجتماعية والاقتصادية، أوضحت النائبة البرلمانية أن رئيس الحكومة “لم يقدم أي جواب مقنع حول البطالة وغلاء الأسعار وارتفاع المحروقات”، معتبرة أن تدخله كان أقرب إلى “إشهار حزبي” منه إلى خطاب مسؤول يعكس تطلعات المواطنين.
كما انتقدت تعامل أخنوش مع انتقادات المعارضة للصفقات العمومية، مبرزة أن “المعارضة اعتمدت على الحقائق”، بينما رئيس الحكومة “يحاول التقليل من شأنها واعتبارها مجرد بحث عن البوز”، وهو ما وصفته التامني بأنه “دليل على بعده عن الواقع أو تجاهله المتعمد لما يعيشه المغاربة”.
وقالت إن أخنوش بدا “غير معني بما يهم المغاربة، بعيد عن الديمقراطية، وأجوبته سطحية لا علاقة لها بما ينبغي أن يتصف به الفاعل السياسي المسؤول”، مضيفة في هذا السياق، بأن رئيس الحكومة تحدث “بلغة حزبية ضيقة، وكأنه يسعى فقط للبقاء في السلطة والحفاظ على امتيازاته مع السلطة”، معتبرة أن خروجه الإعلامي كان “فاشلا بكل المقاييس”.
وذهبت التامني إلى حد وصف رئيس الحكومة بأنه “مسؤول غير مسؤول”، معتبرة أن لغته “خشبية ومرتبكة”، ولا تعكس جدية في التعامل مع الأسئلة الحقيقية التي يطرحها الشارع المغربي، مضيفة بأن لسان حال أخنوش يقول “أن كل الانتقادات والمشاكل التي يطرحها الناس مجرد كذب”، في حين أنه “هو الوحيد الذي يكذب على المغاربة”، وفق تعبيرها.
وتطرقت التامني إلى أزمة ندرة المياه، محملة المسؤولية للحكومة بسبب استمرارها في “تشجيع الزراعات المستنزفة للماء”، حيث يستهلك القطاع الفلاحي “أزيد من 80 في المائة من الموارد المائية دون أن يحقق مردودية تضمن الاكتفاء الذاتي أو تخفف من الغلاء”.
كما لفتت إلى أن “عددا من المناطق المغربية خرجت للاحتجاج على هذه الأزمة، لكن الحكومة تواصل سياسة التجاهل”، في وقت تتفاقم الأزمة البيئية والاجتماعية.
وانتقدت التامني بشدة مشاريع حكومية مثل “فرصة” و”أوراش”، واصفة إياها بـ”الفاشلة”، مضيفة أن الحكومة “قدمت الدعم للمستوردين دون أن ينعكس ذلك على انخفاض أسعار اللحوم”، مؤكدة أن “هناك قضايا كثيرة وحيوية لم يتطرق إليها رئيس الحكومة إطلاقا” في خرجته الإعلامية، واصفة إياه بالخرجة “الفاشلة”.



