زنقة20ا الرباط
تشهد صناعة تعليب السمك بالمغرب أزمة غير مسبوقة، وسط تخوفات واسعة النطاق في أوساط العاملين والمهنيين، على خلفية النقص الحاد في كميات السردين المصطادة، والذي يُعد المادة الأولية الأساسية التي تعتمد عليها هذه الصناعة الحيوية.
وقد تداولت شبكات التواصل الاجتماعي شهادات وصوراً توثق لتوقف نشاط بعض وحدات الإنتاج، وتراجع وتيرة العمل في أخرى، ما أثار قلقاً كبيراً لدى العاملات والعمال وأسرهم، خاصة في ظل غياب معطيات رسمية دقيقة تطمئن الرأي العام حول مستقبل هذا القطاع الاستراتيجي.
ويشكل قطاع تعليب السمك ركيزة أساسية في تموين السوق الوطنية بالمنتجات البحرية، كما يُعد من أهم القطاعات التصديرية نحو الأسواق الخارجية، لاسيما في القارة الإفريقية، إلا أن التراجع المسجل في الكميات المفرغة من السردين يهدد استقرار هذه الصناعة، ويُنذر بتداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة.
وترجع بعض التقارير هذه الأزمة إلى غياب إجراءات استباقية لحماية المخزون الوطني من الثروة السمكية من قبل كاتبة الدولة في الصيد البحري زكية الدرويش، بالإضافة إلى انتشار ممارسات غير منظمة في بعض السواحل، تسهم في استنزاف السردين وتهدد التوازن البيئي البحري، مما يفاقم التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي الوطني.
وتطرح اليوم بإلحاح تساؤلات حول التشخيص الرسمي للوضع الراهن، وكذا حول الخطط والإجراءات المستعجلة التي يُرتقب اتخاذها لضمان استمرارية وحدات تعليب السمك، والحفاظ على مناصب الشغل المرتبطة بها، بالإضافة إلى ضرورة بلورة رؤية شاملة لضمان استدامة الموارد البحرية، وتعزيز الرقابة وتفعيل مبدأ الاستغلال المسؤول.




