تتواصل بوتيرة متصاعدة أشغال بناء أطول جسر في المغرب، على وادي الساقية الحمراء، ضمن مشروع استراتيجي يُعد من أبرز الأوراش المهيكلة المدرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الهادف إلى تعزيز الربط الطرقي بين شمال البلاد وجنوبها، وتحقيق اندماج اقتصادي وترابي متكامل.
ويمتد الجسر الجديد على طول يقارب 1,65 كيلومترا، وبعرض يصل إلى 21,4 أمتار، يضم طريقين منفصلين بمسارين في كل اتجاه، فضلا عن رصيف خاص بالمشاة، فيما تصل الكلفة الإجمالية للمشروع إلى 1,38 مليار درهم، حيث من المرتقب أن تكتمل الأشغال بحلول يوليوز 2027، ليشكل بذلك تحفة هندسية حديثة في قلب الصحراء المغربية.
ويُعتبر هذا الجسر جزءا محوريا من مشروع الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي يمثل أحد أعمدة النموذج التنموي الجنوبي الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، بهدف تحويل الأقاليم الجنوبية إلى فضاء متكامل للتنمية والاستثمار والبنية التحتية المتقدمة.
واعتمدت إدارة المشروع نظام العمل الليلي لتسريع وتيرة الإنجاز وضمان الالتزام بالجدول الزمني المحدد، حيث يُتيح هذا الأسلوب استمرار الأشغال على مدار الساعة بشكل منتظم، مع الحفاظ على جودة التنفيذ وكفاءة سير العمليات.
ومن المنتظر أن يسهم هذا الجسر في تحسين انسيابية حركة النقل بين جهات الصحراء وباقي مناطق المملكة، ودعم المبادلات التجارية والأنشطة الاقتصادية، إلى جانب ما سيتيحه من فرص جديدة للاستثمار في محيطه، باعتباره جزءا من رؤية استراتيجية لجعل محور العيون – الداخلة منصة تنموية وصناعية واعدة على المستوى الإفريقي.
