زنقة 20. الرباط
كشفت إحتجاجات “جيل Z” التي خرجت بعدد من مدن المملكة، يقودها في الغالب شباب لا يتجاوز معدل أعمارهم 20 عاماً، عن هوة شاسعة بين الأحزاب السياسية التي تلهث وراء الإنتخابات وبين شباب طموح لم يعد يثق في غالبية هذه الأحزاب.
واقعة الإحتجاجات، تطرح بقوة مسؤولية الأحزاب السياسية التي تصرف ميزانيات ضخمة جلها من الدعم العمومي، على الولائم والكماليات، دون أن تبصم على تصورات وبرامج موجهة للشباب، خاصة الأحزاب التي تعاقبت على الحكم وشاركت في الحكومات المتعاقبة، لتترك شباباً طموحاً في مواجهة مباشرة مع الأمن في الشوارع.
جل المطالب التي رفعها شباب “جيل Z” مشروعة وهي توفير الخدمات الصحية التي تحفظ الكرامة وتعليم ذو جودة للمواطنين.
عدد من قيادات الأحزاب السياسية المغربية، سارعت إلى الركوب على هذه الإحتجاجات، فمنهم من شرع في إظهار دموع التماسيح، ومنهم من سارع إلى الخروج للشارع لتسجيل حضوره، فيما آخرون إختاروا بيانات فورية كلها تدعم الإحتجاجات وتندد بالوضع الصحي والتعليمي، وكأننا كنا نعيش في وضع صحي وتعليمي يظاهي سويسرا قبل أن ينهار هذا الوضع.
مسؤولية الأحزاب السياسية قائمة دون مراوغة أو لف ودوران، في توسع الهوة بينها وبين فئات واسعة من المغاربة، بعدما إتخذت زعاماتها وقياداتها العمل السياسي سلماً للترقي ولا ترى في السياسة سوى الخطابات والمؤتمرات وكراسي المناصب.




