حذر فرانك كيي، مؤسس منتدى إفريقيا السيبراني، من تزايد التهديدات السيبرانية في القارة، مشيرا إلى أن الهجمات التي تعرض لها المغرب مؤخرا تشكّل جرس إنذار لبقية دول إفريقيا، باعتبار المملكة من الدول المتقدمة في مجال التحول الرقمي وأمن المعلومات.
وقال كيي في مقابلة مع مجلة “جون أفريك“، إن “الرقمنة دون تأمين تعني تعريض الدول لمخاطر جسيمة”، مشيرا إلى أن الهجمات الإلكترونية التي استهدفت المغرب في أبريل، ثم مرتين خلال يونيو، تدق ناقوس الخطير، مضيفا “إذا كان المغرب بالتحديد تعرض لهجمات سيبرانية، فإن لا أحد في مأمن”.
وأبرز كيي أن القراصنة نشروا بيانات شخصية لنحو مليوني مغربي، ونصف مليون شركة، كما سرّبوا معلومات حساسة لما يقرب من 5000 قاض و35 ألف موظف في السلك القضائي، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه الدول الإفريقية في ظل تسارع وتيرة الرقمنة.
ودعا كيي إلى تمكين الشركات الناشئة الإفريقية من تقديم حلول محلية في مجال الأمن السيبراني، مشترطا أن تحظى هذه المبادرات بثقة القطاع الخاص ودعم الحكومات، معتبرا أن “المعركة ليست فقط مالية، بل بشرية أيضا”، في إشارة إلى قلة الكفاءات المتخصصة في هذا المجال داخل القارة.
ولفت المتحدث إلى أن أغلب الكفاءات الشابة التي يتم تكوينها محليا تغادر إفريقيا إلى وجهات مثل فرنسا وكندا والولايات المتحدة، بسبب غياب البيئة الملائمة محلياً، ما يتطلب، حسب قوله، الاستثمار في الشركات المحلية وتحسين شروط العمل لوقف هذا “النزيف البشري”.
وتطرق كييه إلى تقرير حديث للشرطة الدولية الإنتربول نُشر يوم 23 يونيو، أظهر أن إفريقيا تشهد ارتفاعا غير مسبوق في الجرائم السيبرانية، وصلت في بعض الدول إلى زيادات بنسبة 3000 في المائة في حالات الاحتيال الإلكتروني، مشددا على أن الدول الإفريقية ما زالت تفتقر إلى الوسائل التقنية لمواجهة هذه التهديدات.
وأضاف أن هذه التحديات باتت أكثر تعقيدا مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى معادلة الهجمات الإلكترونية، مشير إلى أن الأنظمة الدفاعية لم تعد مهيأة لمجابهة هذه المخاطر الجديدة، وأضاف أن الحل يكمن في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجيات الأمن السيبراني، وتكوين المهندسين الأفارقة على استخداماته الآمنة، ووضع إطار أخلاقي يتلاءم مع خصوصيات القارة.
وفي جانب آخر، انتقد كيي ضعف التعاون بين الحكومات الإفريقية وشركات التكنولوجيا الكبرى، إذ قال إنه عندما تتواصل وكالات الأمن السيبراني الإفريقية مع شركات مثل غوغل أو مايكروسوفت في إطار التحقيقات، غالبا لا تتلقى أي رد، ما يُظهر – حسب قوله – أهمية توحيد الجهود من أجل فرض صوت إفريقيا في هذا المجال.
هذا ويُعد منتدى إفريقيا السيبراني منصة إقليمية تهدف إلى تعزيز الوعي وتطوير السياسات المتعلقة بالأمن الرقمي في القارة، ويستقطب سنويا مسؤولين حكوميين وخبراء وشركات تقنية لمناقشة سبل التصدي للتحديات السيبرانية المتزايدة.



