إلغاء أزيد من 21 ألف تذكرة طيران لموريتانيين كانوا ينوون قضاء عطلهم الصيفية بالمغرب وإسبانيا استجابة لنداء الرئيس بدعم السياحة الداخلية

admin14 أغسطس 2025آخر تحديث :
إلغاء أزيد من 21 ألف تذكرة طيران لموريتانيين كانوا ينوون قضاء عطلهم الصيفية بالمغرب وإسبانيا استجابة لنداء الرئيس بدعم السياحة الداخلية


تواجه شركات الطيران والمواقع السياحية في إسبانيا والمغرب، هذا العام مشهدًا غير مألوف؛ بسبب ضعف الحجوزات المعتادة نحوهما، بعد سنوات من قضاء آلاف الزبائن الموريتانيين خلال مواسم الصيف الماضية عطلهم في المنتجعات السياحية المغربية والإسبانية.

ولا يرتبط الأمر بأزمة اقتصادية أو قيود سفر، بل بقرار شريحة واسعة من الموريتانيين، وفي مقدمتهم كبار المسؤولين، قضاء عطلتهم داخل البلاد استجابة لدعوة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي طالب بوقف ما وصفه بـ “الهجرة السياحية” نحو الخارج وتشجيع اكتشاف المقومات الطبيعية والتراثية الوطنية.

الرئيس الموريتاني، خلال اجتماع حكومي، دعا الوزراء وكبار المسؤولين إلى التخلي عن قضاء إجازاتهم في الخارج، واعتبر هذه العادة “غير مناسبة” وتعكس صورة سلبية عن البلد، مشددًا على أن المسؤولين ينبغي أن يكونوا قدوة ويقضوا عطلهم بين أهلهم وفي مناطقهم الأصلية.

تأتي هذه الدعوة في وقت يشهد فيه شهر غشت من كل عام سفر آلاف الأسر الموريتانية، خصوصًا الميسورة، إلى المنتجعات الإسبانية والمغربية لقضاء العطلة الصيفية. وبالتزامن معها، أطلقت نواكشوط أول أمس موسم السياحة الساحلية، بإشراف السيدة الأولى مريم محمد فاضل الداه، تحت شعار: “الساحل.. مهد الطبيعة وفضاء الاكتشاف”، في تظاهرة نظمتها وزارة التجارة والسياحة لترويج الوجهات الداخلية، خاصة الشواطئ الممتدة من نواذيبو إلى انجاكو.

الموسم لم يقتصر على الطابع الاحتفالي، بل تضمن عروضًا فلكلورية وفروسية، وموكبًا للجمالة، وأجنحة للصناعات التقليدية والثقافة المحلية، إضافة إلى وثائقيات عرّفت بالمحميات والمواقع السياحية. وأكدت وزيرة التجارة والسياحة، زينب بنت أحمدناه، أن الهدف هو إعادة اكتشاف الذات وتعزيز الانتماء، ووصفت الشواطئ الموريتانية بأنها “كنوز طبيعية لا تضاهى”، فيما شدد وزير الثقافة، الحسين ولد مدو، على أن السياحة الداخلية باتت خيارًا استراتيجيًا يتطلب تنسيق الجهود بين القطاعات.

كما قُدّمت بيانات رسمية تتعلق بخطة حكومية خاصة “لإنعاش السياحة داخل البلاد”، وإطلاق برنامج استعجالي وعملي يهدف إلى “تنشيط السياحة الداخلية وتحويل هذا التوجيه السياحي إلى رافعة تنموية واقتصادية وثقافية”.

وقبل ذلك، أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي تعميمًا يدعو إلى توحيد خطبة الجمعة حول الموضوع، من منطلق مقاصده “النبيلة والهادفة إلى صلة الأرحام والتكافل الاجتماعي وبناء الأخلاق والقيم الإسلامية الفاضلة، وإنعاش الاقتصاد الوطني والارتباط بالوطن وخدمته”.

القطاع الخاص، ممثلًا برئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين زين العابدين الحاج، أعلن أرقامًا لافتة شملت 121 فندقًا و752 مطعمًا موزعة على مختلف المدن، إلى جانب إلغاء 21 ألف تذكرة سفر للخارج استجابة لدعوة الرئيس، واستثمارات جديدة في النقل والبنية التحتية السياحية.

وبين دعوة الرئيس وفعاليات الموسم السياحي، تراهن موريتانيا على كسر عادة السفر إلى الخارج وتشجيع مواطنيها على استكشاف كنوز البلاد، من الشواطئ الأطلسية إلى الكثبان الرملية.

هذه الخطوة أثارت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل والصحافة المحلية؛ حيث رحب بها البعض وشكك آخرون في الاستجابة الفعلية، مشيرين إلى أن بعض الأسر الموريتانية، خاصة أسر المسؤولين، واصلت رحلاتها المعتادة إلى إسبانيا والمغرب.

الفقيه والكاتب محمد الصحة ديدي اعتبر أن دعوة الرئيس تأتي في سياق طبيعي ضمن توجهات السنوات الأخيرة نحو تعزيز الإنصاف وإنعاش الروح الوطنية، لكنه تساءل عن مدى جاهزية الداخل الموريتاني لاستقبال السياحة، في ظل مشاكل انقطاع المياه والكهرباء وغياب الخدمات الأساسية. ورأى أن الأجدر بالحكومة مطالبة أصحاب النفوذ برد المال العام وإصلاح الأوضاع قبل الحديث عن السياحة.

وكالة “أنباء أنفو” وصفت القرار بأنه رسالة سياسية قوية، تجمع بين أهداف اقتصادية تتمثل في توجيه إنفاق النخب نحو الداخل، وأبعاد اجتماعية ترمي إلى تقليص الفجوة بين السلطة والشعب وتعزيز الهوية الوطنية، لكنها تساءلت عن قدرة الرئيس على فرض هذا التوجه وسط واقع النخب المتعدد الولاءات، معتبرة أن الأسابيع المقبلة ستكون اختبارًا لمدى الالتزام العملي بالرسالة الرئاسية أو الاكتفاء باعتبارها توصية بروتوكولية.

وبالتزامن مع شروع الدفعة الأولى من الوزراء في أخذ عطلهم السنوية، يبقى مدى استمرار هذا التوجه وفعاليته مرتبطًا بما ستكشفه الأيام المقبلة.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة