“إياتياف” 2025.. الجزائر تراهن على المعرض القاري لتسويق أطروحة الانفصال، وسط دلالات بروتوكولية لافتة بين استقبال تبون لرئيس تشاد والاكتفاء بوزير لزعيم البوليساريو

admin4 سبتمبر 2025آخر تحديث :
“إياتياف” 2025.. الجزائر تراهن على المعرض القاري لتسويق أطروحة الانفصال، وسط دلالات بروتوكولية لافتة بين استقبال تبون لرئيس تشاد والاكتفاء بوزير لزعيم البوليساريو


في أجواء تطبعها التناقضات وتثقلها الحسابات السياسية، انطلقت التحضيرات في الجزائر العاصمة لاحتضان الطبعة الرابعة من المعرض الإفريقي للتجارة البينية “إياتياف 2025” اليوم الخميس، الذي تراهن عليه الجزائر لجعله واجهة اقتصادية كبرى في القارة، غير أن خلفياته تكشف عن محاولات متجددة لاستثمار الحدث في الترويج للأطروحة الانفصالية المتعلقة بالصحراء.

فبينما حظي الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، باستقبال من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نفسه، مع مراسم رسمية تضمنت عزف النشيدين الوطنيين واستعراض تشكيلات من الحرس الجمهوري، تم الاكتفاء بالنسبة لابراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، باستقبال بروتوكولي محدود من قبل وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات كمال رزيق.

وإذا كانت الجزائر قد عملت على تسويق هذا المعرض باعتباره أكبر تظاهرة اقتصادية قارية موجهة لدعم التجارة البينية، فإن مشهد استقبال تبون لرئيس تشاد شخصيا، وتجنبه استقبال غالي، يفتح الباب أمام قراءات متعددة، قد تعبر عن إدراك رسمي جزائري بضرورة التمييز بين ما هو موجه للاستهلاك الداخلي من شعارات دعم “القضية الصحراوية”، وما يفرضه الواقع الخارجي من براغماتية .

كما أن استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، ومنحه مساحة حضور داخل هذه التظاهرة “إياتياف2025″، يكشف عن محاولة واضحة لفرض جبهة البوليساريو داخل محفل اقتصادي من المفترض أن يُعنى أساسا ببحث آليات التكامل التجاري الإفريقي، الأمر الذي يعكس استمرار الجزائر في استثمار أوراق سياسية بدل التركيز على فرص التعاون الاقتصادي الفعلي الذي تنتظره الشعوب الإفريقية.

كما أنه في الوقت الذي تحاول فيه الجزائر إظهار انفتاحها على دول الساحل عبر دعوة الرئيس التشادي والرئيس الأسبق للنيجر محمدو إيسوفو، فإنها تجد نفسها في موقع حرج بعد الأزمة التي خيمت على علاقاتها مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في مقابل تقارب هذه الأخيرة مع المغرب الذي يقود مبادرة استراتيجية لتمكينها من منفذ بحري على الأطلسي، وهو تباين يعكس صراع نفوذ قائم بين الرباط والجزائر في إفريقيا، ويظهر حدود قدرة الجزائر على منافسة الدينامية المغربية المتنامية خاصة في منطقة الساحل.

وانطلقت فكرة المعرض الإفريقي للتجارة البينية “IATF “سنة 2018 في القاهرة، ليُعقد بعد ذلك في دورته الثانية بجنوب إفريقيا (2021)، ثم في مصر مجددا عام 2023، حيث أُعلن أن الجزائر ستستضيف الدورة الرابعة من المعرض في الفترة بين 4 و10 شتنبر 2025.

وينظم المعرض كل سنتين من طرف بنك التصدير والاستيراد الإفريقي (Afreximbank)، بالتنسيق مع المفوضية الإفريقية للاتحاد الأفريقي (AUC) والأمانة التابعة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) .



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة