زنقة 20 | الرباط
على الرغم من العلاقات الاقتصادية المتنامية والعقود الضخمة التي منحتها الجزائر لشركاتها، فشلت الجزائر في انتزاع دعم إيطاليا لموقفها بشأن الصحراء المغربية، حيث رفضت روما الانحياز لمطالب “تقرير مصير الشعب الصحراوي”.
جاء ذلك جليًا خلال القمة الجزائرية-الإيطالية التي عقدت في العاصمة الإيطالية روما يوم 23 يوليوز، حيث حاول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تسويق فكرة “تقارب تام” مع إيطاليا، إلا أن البيان الرسمي الإيطالي لم يشر بأي شكل إلى موضوع “تقرير المصير”، مكتفياً بالتأكيد على دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي واقعي ومقبول من جميع الأطراف.
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اختارت التجاهل الكامل للملف خلال المؤتمر الصحفي، مما يعكس بوضوح تمسك إيطاليا بموقف الحياد الداعم للحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، دون الانجرار خلف الضغوط الجزائرية.
وتعكس هذه الخطوة خيبة أمل واضحة في الأوساط السياسية الجزائرية، التي كانت تأمل في استغلال علاقاتها الاقتصادية مع إيطاليا لتحقيق مكاسب دبلوماسية في ملف الصحراء، إلا أن الواقع أثبت أن المصالح الاقتصادية وحدها لا تكفي لتغيير مواقف الدول الأوروبية الكبرى.
وفي هذا السياق، يذكر أن إيطاليا سبق وأن عبرت عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة إياها “جدية وموثوقة”، مما يعزز موقف الرباط ويؤكد أن أوروبا ليست مستعدة لمواكبة أجندة الجزائر في هذا النزاع.
تأتي هذه التطورات لتؤكد أن الجزائر تواجه صعوبات متزايدة في كسب الدعم الدولي للأطروحة الانفصالية، وأن التحركات الاقتصادية لا تستطيع أن تحل محل الأسس الدبلوماسية والاعتراف بالواقع على الأرض.
