أكدت الممثلة نسرين الراضي أنها ابتعدت عن التلفزيون طواعية، لعدم تلقيها عروضا تناسبها وتوازي حضورها في السينما.
وأوضحت الراضي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الأدوار التي تُعرض عليها في التلفزيون لا تجد فيها شخصيات تلائمها، أو تضاهي الشخصيات التي تجسدها في السينما.
وأضافت أنها راضية عن الأدوار التي تقدمها في السينما، وتسعى دائما إلى البحث عن ذاتها في الشخصيات التي تؤديها، سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح، مؤكدة أن معيارها الأساسي يتمثل في مدى انسجامها وراحتها مع الدور.
وأشارت الراضي إلى أنها لم تعد تجد راحتها في صنف السيتكوم، لكنها لا تمانع في العودة إليه إذا توفرت عروض مناسبة، معتبرة أن المسار الفني يشهد بطبيعته فترات صعود وهبوط.
وكشفت الراضي أنها تنتظر عرض فيلمها السينمائي الجديد، من إخراج ليلى المراكشي، في القاعات السينمائية ومشاركته في المهرجانات الفنية.
وكانت الراضي حصدت جائزة أحسن دور نسائي عن فيلمها “في حب تودا” خلال الدورة الـ25 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اختتمت فعالياته السبت الماضي، وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف درهم.
وفي هذا السياق، أوضحت الراضي في حديثها للجريدة أن تحضير الفيلم لم يكن سهلا، إذ استغرق تصويره سنة كاملة، وأخذ التوضيب سنة ونصف السنة، وتطلب منها القيام بزيارة ميدانية إلى منطقة آسفي للتعرف على شخصيات واقعية قريبة من تلك التي جسدتها في العمل.
وعن المهرجان الوطني للفيلم، قالت الراضي إن الحدث يشهد تطورات وتغييرات إيجابية متواصلة تعكس صورة السينما المغربية وتدعم تطورها.
في المقابل، رأى نقاد سينمائيون أن الراضي لم تستحق الجائزة، معتبرين أن هناك أداءات نسائية أقوى في أعمال أخرى، ومن بينهم الناقد فؤاد زويريق.
يُذكر أن فيلم “في حب تودا” نال أيضا جوائز أخرى، من بينها جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع فيلم “موفيطا” للغزواني معدن بقيمة 100 ألف درهم، إلى جانب جائزتي التصوير والصوت، وتبلغ قيمة كل منهما 40 ألف درهم.
واختار المخرج والمنتج نبيل عيوش في أحدث أفلامه “في حب تودا” التطرق إلى حياة “الشيخة” المغربية وارتباطها بفن العيطة من خلال رصد معناتها اليومية التي تتأرجح بين “الكباريه” في الليل وما يليه من تحرش والبحث عن مستقبل ابنها الأبكم في النهار.
ويتناول فيلم “تودا” قصة فتاة تحلم بأن تصبح “شيخة”، إذ تستغل كل الفرص التي تأتي أمامها، دون أن تتخلى عن مبادئها الرافضة للخضوع لأطماع العديد من الرجال الذين تصادفهم خلال رحلة بحثها عن نيل ما تطمح إليه.
تودا ستقود المشاهد لـ103 دقائق في رحلة انتقال من قريتها إلى مدينة الدار البيضاء للبحث عن فرصة لغناء العيطة، ومساعدة ابنها على الدراسة في مدرسة للبكم والصم.
وينطلق فيلم “تودا” بمشهد جلسة من النساء “الشيخات” اللواتي يغنين فن العيطة في جبل وسط رجال يحتسون الخمر، الذين يزداد حماسهم مع تعالي أصوات هؤلاء النسوة اللائي تتمايلن برقصات شعبية.
في مشهد موال مؤثر، تظهر تودا تركض نحو غابة بسبب حدوث فوضى في ذلك التجمع، غير أنها لم تستطع الإفلات من مجموعة من ذئاب يصطادون جسدها ليتم اغتصابها بشكل جماعي.
وترصد عدسة الكاميرا تودا بعد عودتها محطمة في سريرها بجانب ابنها الذي يبلغ من العمر 9 سنوات (ياسين)، دون إشارة إلى ماضيها.
وتقضي تودا الكثير من الوقت في الملاهي الشعبية التي تُغني فيها، بعدما عملت في الأعراس والمواسم، إذ تحاول إغراء الزبناء لاقتناء المزيد من المشروبات الكحولية، دون أن تسمح بتجاوز الحدود.
تودا رغم أنها تقضي الكثير من الوقت في الملاهي الشعبية، وتعاطيها الخمر، فهي ترفض التحرش وممارسة الدعارة رغم العروض التي قد تبدو مغرية لواحدة تنحدر من منطقة قروية وتعيش الفقر المذقع.
ولتحقيق حلم “الشهرة” واحتراف أداء فن العيطة في الملاهي الليلية، ستختار تودا السفر نحو الدار البيضاء، لتنطلق مغامرتها في مدينة مليئة بالضجيج والاكتظاظ.
وفي مشهد آخر، يوضح نبيل عيوش أن والدي تودا اللذين يعيشان في منطقة نائية، لا يمانعا احتراف ابنتهما مهنة “الشيخة”، إذ يدعمانها من أجل تحقيق حلمها، باحتضان ابنها إلى حين استقرارها وتأمين فضاء يأويهما.
وفي نهاية الفيلم ستتخلى تودا عن حلم الغناء وتحقيق حلمها رغم الإغراءات واقترابها من الوصول إلى هدفها هربا من التحرش.
ويحمل الفيلم الكثير من الرسائل، ضمنها رعاية تودا لابنها، وعدم تنازلها عن مبادئها لامتهان الدعارة، في الوقت الذي تعمل فيه ليلا في أماكن مليئة بالممارسات اللاأخلاقية.
ولم يختر عيوش في هذا الفيلم الاتكاء على المشاهد الجريئة التي اعتاد عليها المشاهد في أفلامه، رغم توظيفه للكلام النابي.



