في مقابلة مطولة مع صحيفة “إل كونفيدنسيال” الإسبانية، دعا الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس ومدير مركز أبحاث بجامعة برينستون الأميركية، إلى ما وصفه بـ”القطيعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الروابط الإنسانية والثقافية مع الشعب الإسرائيلي.
وأوضح هشام العلوي، الملقب بـ”الأمير الأحمر”، أن المغرب، بحكم تاريخه الطويل في التعايش بين مكوناته، يملك موقعا فريدا يتيح له لعب دور مختلف يقوم على التواصل مع المجتمع المدني الإسرائيلي بدل القطيعة الكاملة معه، مشددا على أهمية تحويل شرائح منه إلى “حليف ليبرالي” يعزز فرص التغيير.
وحذر الأمير من أن الأنظمة العربية، إذا واصلت سياساتها الداعمة لإسرائيل أو الساعية إلى إرضاء الولايات المتحدة، قد تواجه موجات غضب شعبي جارف يصعب احتواؤها بحسب وصفه، مضيفا أن هذه الحكومات تمشي على “خيط رفيع” بين مقتضيات التحالفات الدولية وضغوط الشارع العربي المتضامن مع الفلسطينيين.
وعن مستقبل القضية الفلسطينية، اعتبر العلوي أن حل الدولتين أصبح من الماضي، بفعل سياسات الاستيطان والجدران التي قطّعت أوصال الأراضي المحتلة، ورغم ذلك، أكد أن الفلسطينيين لن يغادروا أرضهم، متوقعاً أن تستمر مقاومتهم حتى فرض واقع جديد، حتى ولو تطلب الأمر عقودا طويلة.
وأضاف “الأمير الأحمر” أن إسرائيل “لن تتراجع إلا بالقوة”، مرجحا أن يفرض عليها واقع مختلف خلال عقد أو عقدين، وإن كان الأوان قد يكون قد فات بالنسبة لحل الدولتين، وفي المقابل، يرى أن السيناريوهات المطروحة اليوم تتمثل في أشكال من الكونفدرالية أو السيادة المشتركة، على غرار نماذج تاريخية كالحل الذي أنهى النزاع في إيرلندا بعد قرون طويلة من الصراع.
وأشار الأمير هشام العلوي إلى أن اللحظة الراهنة تحمل بذور حل، لكنه سيكون بعيد المدى ومعقد المسار، قائلا إن الشعب الفلسطيني “بإمكاناته المحدودة وعزيمته الهائلة” قادر على إعادة تشكيل ميزان القوى وإسقاط أسطورة “الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر”.



