الإنجازات الرياضية لا تحجب نقائص بنيوية تتطلب إصلاحا عميقا

admin18 ديسمبر 2025آخر تحديث :
الإنجازات الرياضية لا تحجب نقائص بنيوية تتطلب إصلاحا عميقا


قال محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن الإقرار بالإنجازات الرياضية الوطنية “لا يجب أن يحجب عنا مسؤوليتنا الجماعية في معالجة الإكراهات والنقائص البنيوية التي لا تزال تعتري منظوماتنا الرياضية، لاسيما في الأنواع الرياضية الأولمبية”، مشددا على أن الأداء الرياضي العالي قد أصبح “مسألة تخطيط استراتيجي وعلمي دقيق، وليس نتاج الصدفة، مما يحتم علينا تجويد النظام الرياضي الوطني ومواكبته للتطورات العالمية”.

وشدد برادة، اليوم الخميس، خلال كلمته بالمنتدى الدولي حول الرياضة، على أن المرحلة الجديدة تتطلب “مراجعة الإطار القانوني وتعزيز الحكامة الرياضية من خلال تحديث الترسانة القانونية، وذلك بتحيين القانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، لضمان ملاءمته مع التحولات المؤسساتية والمتطلبات الاحترافية”.

وأكد ضرورة “تفعيل الجهة كمحرك للنهوض بالرياضة، حيث تُعد اللامركزية الرياضية ضرورة لتفعيل الجهة كقاطرة للإستراتيجية الوطنية للرياضة، عبر إحداث مجالس وهيئات جهوية للرياضة وتنزيل المخططات الجهوية للتنمية الرياضية، بالإضافة إلى إنشاء أقطاب مندمجة للتميز الرياضي على المستوى الجهوي”.

وأشار المسؤول الحكومي إلى ضرورة “الرهان على تكوين وإعداد الأبطال، من خلال إصلاح مسالك التكوين وتعميق الإصلاح في مجال اكتشاف المواهب وإعدادها، عبر تطوير برنامج “رياضة ودراسة” وتأهيل مراكز التكوين الوطنية، وتنمية العمل التطوعي الرياضي لضمان تأطير تقني ذي جودة”.

وأوضح الوزير أن هذا الملتقى الدولي، الذي يُعد امتداداً طبيعياً لروح المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات سنة 2008، “سيمكننا من القيام بتقييم موضوعي ومعمق لحصيلة الإستراتيجية الوطنية للرياضة 2008 -2020″، مستلهمين في ذلك التوجيهات الملكية، التي “جعلت من الرياضة أولوية قصوى وجزءاً لا يتجزأ من النموذج التنموي الجديد”.

واعتبر برادة أن الغاية المراد تحقيقها هي “إرساء أرضية تقييمية تفضي إلى صياغة رؤية رياضية وطنية من الجيل الجديد، قادرة على مواكبة التحولات العالمية والمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية المستدامة”.

وأورد أن قطاع الرياضة عرف بفضل العناية الملكية “تحولات هيكلية وإنجازات تاريخية تؤكد أن المسار الإصلاحي الذي انطلق من توصيات مناظرة الصخيرات بدأ يؤتي ثماره”.

وأشار في هذا السياق إلى نجاعة الاستثمار في الرياضة ذات المستوى العالي تجسدت “من خلال تحقيق أبطالنا لإنجازات استثنائية، نذكر منها الإشعاع الكروي العالمي الذي تجسدت أبرز نتائجه في بلوغ المنتخب الوطني لكرة القدم الدور نصف النهائي لكأس العالم قطر 2022، كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز، إضافة إلى تحقيق منتخبنا الفوز بكأس العالم للناشئين تحت 20 سنة كأول تتويج عالمي”.

وذكر برادة بـ”التألق الأولمبي والبارالمبي، المتمثل في تتويج البطل العالمي سفيان البقالي بالميدالية الذهبية الأولمبية في سباق 3000 متر موانع بباريس 2024، إضافة إلى الحصيلة البارالمبية المشرفة التي وضعت المغرب ضمن مصاف الدول الرائدة عالمياً وقارياً في رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، زيادة على الإنجازات المتتالية التي حققتها منتخبات كرة القدم النسوية وداخل القاعة، والتي مكنت من تنويع مسارات التفوق الرياضي”.

وأشار إلى الثمار المتعلقة بعصرنة البنيات التحتية والمنشآت الرياضية، موضحا أنه بفضل الرؤية الملكية السامية، شهدت البنيات التحتية الرياضية “تحولًا عميقاً مكّن بلادنا من نيل شرف استضافة أكبر التظاهرات القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030”.

وأفاد المسؤول الحكومي بأن هذه المنشآت الكبرى واكبها “توسيع رياضة القرب عبر الرفع من شبكة ملاعب القرب، ومواكبة إحداثها وتدبيرها”.

وأوضح أن الوزارة تعمل “على تعزيز وترسيخ أسس الحكامة الجيدة والتنسيق المؤسساتي في تدبير الشأن الرياضي، وذلك من خلال إبرام عقود الأهداف والنجاعة التي تهدف إلى تعميق التنسيق الإستراتيجي مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والجامعات الرياضية، وفق مقاربة تعاقدية شفافة ومبنية على نتائج الأداء والفعالية”.

وتابع برادة مستحضرا “تفعيل الدبلوماسية الرياضية من خلال توظيف الرياضة كأداة للإشعاع الدولي للمملكة، عبر استضافة التظاهرات الكبرى وتعزيز التمثيلية المغربية في مختلف الهيئات القارية والدولية”.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة