زنقة 20. الرباط
أعربت قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، برئاسة الكاتب الأول ادريس لشكر، عن إبتهاجها ومشاركتها الشعب المغربي، بقيادة ملكه صانع الوحدة والاستقرار، ومشاطرة كل قواه الحية، إحدى أعمق اللحظات في التاريخ الوطني متمثلة في الإقرار الدولي بـ«الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره حلا توافقيا للنزاع المفتعل في صحرائنا المسترجعة»…
واعتبر بلاغ صادر عن ذات الحزب، أن موجات الفرح التلقائية ومظاهر الابتهاج الجماعية التي عمت بلادنا من طنجة الى الكويرة، والتي لا تخفى حماستها وعفويتها، أصدق تفاعل وطني التقط بوعي ومسؤولية أهمية المنجز الوجودي الحاسم في مسيرة استكمال الوحدة الوطنية.
وسجل الحزب مستحضراً بكل امتنان وعرفان وإكبار التضحيات الجسام التي قدمها الشعب المغربي الصامد بقيادة ملكيته المكافحة، الصبورة والحكيمة للتاريخ ما يلي :
ـ إن بلادنا، شعبا وملكا، عاشت يوم 31 أكتوبر 2025، يوما تاريخيا مجيدا، لا تضاهيه في قوته وعنفوانه سوى لحظات الاستقلال الوطني بقيادة المغفور له محمد الخامس والحركة الوطنية، ولحظة التدفق الوطني الحاشد، في المسيرة الخضراء المظفرة، والتي كانت ثمرة الذكاء الرفيع للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، ونتيجة تجاوب وطني عميق..
وعليه، يرى الاتحاد في القرار الأممي بداية فتح جديد تم خلاله الحسم النهائي لسيادة المغرب على صحرائه بالتصويت على القرار 2797 القاضي بالطي النهائي للنزاع المفتعل، فتح يجدد للأمة روحها التحررية الوحدوية..
ـإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتباره جزء حيا من النسيج الوطني، ظل دوما وأبدا في قلب معركة التحرير والوحدة، يعرب عن مشاعر الفخر والاعتزاز بإنصاف المجتمع الدولي لحقوقه، معتبرا القرار الأممي إحقاقا لحق تاريخي، سيادي وترابي مشروع، قدمت البلاد من أجله تضحيات كبيرة، وقدمت لإحراز شرفه دروسا في الصمود والحكمة واليقظة..
ـ إن الاتحاد الاشتراكي، إذ يقف باعتزاز عند تطابق الشرعية الدولية مع المشروعية التاريخية للمغرب، والتقاء الحق الوطني مع إنصاف القانون الدولي، سبق أن عبر على لسان كاتبه الأول، في تقريره السياسي المقدم للمؤتمر الوطني 12 للحزب، عن الأفق المنتظر من الدول الصديقة، الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من أجل أن «تعمل باعتبارها من صناع القانون الدولي، على مناقشة قرار جديد يفضي إلى اعتبار الحكم الذاتي مقترحا أمميا، هو المنطلق والنهاية في تسوية الملف»، وكذلك كان..
وينبه إلى أن دور الأمم المتحدة الآن بات واضحا بحيث يستند الى قرار الشرعية الدولية وما تمثله من قوة اجبارية، من أجل نتيجة معروفة، منطلقها ومنتهاها.. السيادة المغربية..
ـ وبعد تقديم أحر وأصدق التهاني إلى جلالة الملك محمد السادس، يثمن الاتحاد بحرارة وتقدير عاليين، الحكمة الملكية المتبصرة والقوة الهادئة، و الرؤية الاستباقية التي ميزت دوما دوره الريادي في الارتقاء بالديبلوماسية الوطنية إلى مراتب الحزم والعزم، والتي جمعت بين القوة في الموقف والرصانة في تدبير تعقيدات الملف وتقاطعاته الدولة والإقليمية، وكان من علاماتها الفارقة، الانتقال من التدبير إلى التغيير، وفي قلب كل هذه الدينامية تقديم مبادرة الحكم الذاتي من طرف جلالة الملك محمد السادس حفظه الله من أجل تحصين الوحدة الوطنية والترابية للمملكة، صانعا بذلك نموذجا متفردا في صناعة توافق دولي غير مسبوق في تاريخنا الحديث حول رؤيته لبناء التحرير والوحدة الوطنية على قاعدة السلام..
ـيعتبر أن مشاركة جلالته مع شعبه الوفي لهذه اللحظة الرفيعة، ذات المغازي غير المسبوقة، عبر الخطاب الملكي السامي بالمناسبة، والذي تابعه حزب القوات الشعبية بكل اعتزاز وفخر وباهتمام بالغ، مبادرة ذات دلالات وطنية وسياسية عميقة، ونموذجا في الالتحام الوطني الفعال، كما هي عادة جلالته في كل اللحظات المفصلية..
ويعرب الاتحاد الاشتراكي عن انخراطه جملة وتفصيلا في الأفق الذي رسمه جلالته لما بعد الإنجاز التاريخي، معتبرا أن زمن المغرب الموحد، هو زمن لتعميق ثورة إصلاحية جديدة تسهم في تعميق البناء الديموقراطي الشامل والتأهيل الترابي المؤسساتي العادل والقوي، وفي بلوغ كل الطموحات التي تساير إرادة الملك والشعب في المرحلة الجديدة من تاريخه الحافل..
ـ إن الاتحاد الاشتراكي، وهو يتقاسم مع عموم الشعب المغربي وكل القوى المحبة للسلام والحق، لحظات الإنجاز التاريخي، يرى من واجبه الأخلاقي الوطني، أن يتوجه بالشكر إلى كل الأصدقاء الذين دعموا الحق المغربي، عبر مساره الشاق والطويل المليء بالتضحيات، من دول وقادة وتكتلات جيوسياسية وسياسية ومنظمات وهيآت، ويخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها فخامة الرئيس دونالد ترامب، الذي كان لاعترافه بسيادة المغرب على صحرائه أثرا حاسما في تغيير موازين القوة التي يحتكم إليها العالم في صناعة القرارات التاريخية، وفي خلق موجة دولية كبرى حسمت التردد الذي طبع مواقف الكثير من عواصم العالم، كما يتوجه بالشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها كل الدول العربية والإفريقية التي يسرت الوصول إلى هذا الإنجاز الوطني الكبير والحاسم..
ـ إن الاتحاد الاشتراكي، إذ يسجل باعتزاز التنويه الملكي بالديبلوماسية الحزبية، والتي قدم فيها حزبنا خدمات جليلة للوطن، يجدد العزم على المضي في مجهوده النضالي الدولي والقاري والإقليمي خدمة لقضايا الوطن والأمة، وانخراطه في الأفق الذي رسمه جلالته في تدبير مراحل تنزيل الحكم الذاتي، عبر تعزيز الجبهة الداخلية المتراصة والمتحركة في الوقت ذاته، على قاعدة وحدة العرش والشعب والأرض..
ـيحيي عاليا الروح الحكيمة التي طبعت التوجه المستقبلي للخطاب، واعتبار الإنجاز الوطني التاريخي، ليس فقط تثبيتا لحقيقة تاريخية، بل إنجازا مغاربيا مستقبليا، ويحيي الروح الملكية في التعبير عن الإرادة المتجددة للعمل المشترك مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل فتح صفحة جديدة يتطلبها مستقبل الأجيال القادمة من أبناء المغرب الكبير.
وفي هذا الصدد، يجدد الاتحاد الاشتراكي، باعتباره استمرارا لحركة التحرير الشعبية ذات البعد الوطني والمغاربي الوحدوي، التأكيد على القواسم المشتركة التاريخية التي ربطتنا مع جبهة التحرير الوطني، قائدة معركة الاستقلال في الجزائر وعلى المشترك الفكري والسياسي الذي ربطنا مع جبهة القوى الاشتراكية، حاملة المشعل الديموقراطي والأفق التقدمي الاشتراكي من أجل العمل المستقبلي واستئناف العمل النضالي المغاربي..
ـ يعرب الاتحاد الاشتراكي عن تثمينه للنداء الملكي لإخواننا في مخيمات تندوف، ودعوتهم للمساهمة العملية في جمع الشمل وبناء المغرب الموحد، القوي والصاعد بكل أبنائه، بإنهاء مَنفاهم الايديولوجي القسري الذي فرضته مدرسة الحرب الباردة وتيارات الوهم الانفصالي، الذي تم إقباره دوليا..
وختاما يقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وقفة إجلال وتعظيم لكافة شهداء الوطن، وقادته الذين سقطوا في طريق التحرير، وينحني بامتنان الشعوب المخلصة أمام أرواح الشهداء من أبناء القوات المسلحة الملكية الباسلة وقوات الأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة وعموم العاملين في أسلاك الإدارة الوطنية.
هنيئا للأمة المغربية، لجلالة الملك، ولكل المغاربة.



