الرئيس محتجز في جناح بالقصر والوساطة المغربية والقطرية أُفشلت عمدا بسبب مؤامرة سياسية يقودها إيسوفو وتيشاني – الصحيفة

admin25 أغسطس 2025آخر تحديث :
الرئيس محتجز في جناح بالقصر والوساطة المغربية والقطرية أُفشلت عمدا بسبب مؤامرة سياسية يقودها إيسوفو وتيشاني – الصحيفة


في لحظة فارقة من تاريخ النيجر، حيث يعيش الرئيس المنتخب محمد بازوم للسنة الثانية أسيرا داخل القصر الجمهوري، تفتح “الصحيفة” نافذة استثنائية على كواليس الأزمة من خلال حوار خاص مع مستشاره الخاص وعضو المكتب السياسي لحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية (PNDS–Tarayya) محمد سحنون.

في هذا الحوار الخاص، يكشف سحنون تفاصيل لم تُنشر من قبل حول حقيقة الوساطة التي قادتها الاستخبارات المغربية في سرية تامة منذ شتنبر 2023 حيث أرسلت المديرية العامة للدراسات والتوثيق، بقيادة ياسين المنصوري، ثلاثة وفود على الأقل إلى العاصمة النيجيرية آخرها، في نهاية عام 2024، ضمّت مسؤولين أمنيين مغاربة لتدبير المفاوضات للإفراج عن محمد بازوم، وصولا إلى ما يصفه محمد سحنون بـ”تورط” الرئيس السابق إيسوفو محمدو في تعطيل جهود المملكة للإفراج عن “الرئيس المسجون”، مرورا بظروف الاحتجاز التي يعيشها وعائلته، وصولا إلى حجم التدهور الأمني والاقتصادي الذي انزلقت إليه البلاد، وذلك ضمن شهادة من من الدائرة الضيقة للرئيس المحتجز، تعيد رسم ملامح الأزمة في النيجر.

نعم، بكل تأكيد، لقد كنتُ على علم بهذه الوساطة، وفي الحقيقة كانت وساطة قامت بها أجهزة الاستخبارات المغربية بقيادة المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED)، منذ عدة أشهر وفي سرية تامة، وتضمنت مفاوضات معقدة مع المجلس العسكري في النيجر، لكن في الوقت الحالي لا أستطيع أن أقول لكم أكثر من ذلك حول تفاصيلها، ومع ذلك، أؤكد أنه إلى جانب الوساطة المغربية، كانت هناك أيضا قطر التي حاولت التدخل بوساطة هي الأخرى، لكن إلى حدودالآن، وخلافا لما تم تداوله لا المغرب ولا قطر تمكّنتا من الحصول على الإفراج عن الرئيس محمد بازوم ولم يتحقق أي تقدم في هذا الاتجاه.

والوضعية عموما على هذا النحو تجعلنا نعتقد حقا أن الرئيس السابق إيسوفو محمدو هو من يعرقل هذه الوساطة، إذ يقوم بتخويف العسكريين حول مستقبلهم إذا ما أطلقوا سراح الرئيس من جهة، ومن جهة أخرى يُوهم الجميع بأنه يبذل قصارى جهده من أجل إطلاق سراح بازوم، لكن ما يجب التذكير به أيضا هو أن الرئيس بازوم يُعتبر عمليا ذرعا بشريا بالنسبة لخاطفيه، لأنه لا شيء ولا أي قانون يمكن أن يفسر احتجازه داخل القصر الرئاسي حتى الآن.

ولقد أصبح بازوم رمزا للاعتقال التعسفي، ورمزا كذلك للديمقراطية في بلدنا، وما بعده، وصحته تقلقنا فعلا، لأنه منذ أكثر من سنتين لم يكن له أي اتصال بالعالم الخارجي وأؤكد أن إيسوفو محمدو وتشياني هما المسؤولان الوحيدان عن كل ما يحدث في بلدنا وللرئيس بازوم.

نعم، بكل تأكيد توجد مخاوف، لكن وخلافا لمرادهم وفي هذه اللحظة أصبح الرئيس بازوم محبوبا جدا من طرف النيجريين أكثر من أي وقت مضى، لأن الجميع قد أدرك الحقيقة، ومهما طال الزمن فطالما هو على قيد الحياة سيعود رئيسا للجمهورية، وهذا بالذات ما يخيف إيسوفو ويجعل تشياني مضطرا لمجاراته.

لم يشهد تاريخ النيجر قط خطأ فادحا كهذا، حيث إن رجلا سياسيا أعطته النيجر كل شيء، وحصل حتى على جائزة “مو إبراهيم” لقبوله بالتداول الديمقراطي على السلطة لأول مرة في بلدنا، هو اليوم من يقف وراء هذه الوضعية المتأزمة لخلفه، معتقدا أنه يستطيع خداع الجميع، بما في ذلك صديقه لأكثر من ثلاثين سنة، وحزبه PNDS، والأسوأ من ذلك الشعب النيجري بأكمله الذي وثق به وانتخبه مرتين رئيسا للجمهورية في بلدنا.. سيسجل التاريخ أيضا أن الرئيس بازوم كان وسيبقى أكثر رئيس نزيه وشريف عرفه النيجر، وسيظل إلى الأبد في ذاكرتنا من خلال صموده من أجل مصلحة الشعب النيجري.

لا أؤكد لك أن هذه الأخبار غير دقيقة، ولا هي صحيحة، ولا علاقة للأمر بالوساطة المغربية. ما أستطيع تأكيده هو أنه تم بالفعل سحب هاتفه شهر أكتوبر 2023، لكن لا علاقة للرباط بالأمر.

نعم، لا يمكنهم احتجازه في أي مكان آخر غير القصر الرئاسي، لكنه محتجز فقط في جناح محدد وليس القصر كله.

أما عن وضعه الصحي، فالرئيس لا يلتقي طبيبه سوى مرتين في الأسبوع، وباستثناء هذا الطبيب لا أحد له الحق في الوصول إليه وإلى زوجته حديزة بازوم، وستتفقون معي أن ظروف عيشهما لا إنسانية كيف يمكن أن نقبل في القرن الحادي والعشرين وضعية كهذه احتجاز رئيس جمهورية ديمقراطية منتخب في مقر إقامته؟ إذا كان الرئيس نفسه غير آمن، فمن يمكن أن يكون آمنا إذن؟ لهذا النداء الذي نوجهه إلى المجتمع الدولي هو أن تستخدم كل الوسائل المشروعة من أجل الضغط والحصول على الإفراج عن الرئيس بازوم وزوجته، وعن جميع المعتقلين السياسيين الآخرين.

بكل تأكيد، إن الوضع الذي أغرقوا فيه البلاد أظهر بوضوح الطابع التعسفي في احتجاز الرئيس بازوم، لهذا الأمل ما زال قائما، لكن هناك أمر مؤكد وهو أن الأمر يحتاج إلى موازين قوة، لأن هؤلاء “المارقين” ليست لديهم أي نية في الإفراج عن الرئيس بازوم خوفا من أن يقع بين يدي العدالة، وإلاّ كيف يمكن تفسير الوضعية التي يعيشها النيجيريين منذ سنتين؟

ما أود قوله ينطلق من تساؤل مشروع هو “كيف يمكن تفسير الوضع الذي آل إليه النيجر اليوم، بعد مرور سنتين ورئيس منتخب ديمقراطيا ما يزال محتجزا؟” الحدود بين النيجر والبنين، البلد الأقرب بحريا والأكثر أمنا لتزويد النيجر بما تحتاجه، ما تزال مغلقة، الحدود مع البنين مغلقة أيضا، والنتيجة أن غلاء المعيشة أصبح خانقا ومتسارعا طوال الوقت، لأنه لم يعد أمامنا سوى المرور عبر طريق لوميه–بوركينا فاسو–النيجر غير أن الوضع الأمني في بوركينا فاسو والنيجر يجعل عملية التموين بطيئة جدا، بحيث يتطلب الأمر موافقة عسكرية تقريبا في كل مرة ويستغرق وصول الشاحنات لتزويد البلاد بالمواد الأساسية ثلاثة إلى أربعة أشهر، في حين أن فتح الحدود مع البنين كان سيمكن من وصول الإمدادات إلى نيامي وإلى عموم البلاد في أقل من 48 ساعة.

الوضع الأمني هو الآخر كارثي بكل المقاييس، ففي غضون سنتين فقط خسر الجيش النيجري أكثر من 1480 جنديا، بينما في سنتين وثلاثة أشهر من حكم الرئيس بازوم لم نفقد سوى 57 جنديا أما المدنيون فالمجازر لا تتوقف، كل يوم هناك قتلى بالعشرات حتى أنه ليلة أمس (الأحد)، وقعت هجمات جديدة وهذا يعني أن الوضع متوتر في كل مناطق النيجر، حيث باتت معظم المناطق مهددة إذا استثنينا فقط إقليم زندر، فإن جميع أقاليم النيجر الأخرى اليوم تعيش تحت تهديد الهجمات الإرهابية.

ما أود أن أقوله، هو أن الوضع المأساوي الذي يتكبده الرئيس بازوم لا يعود إلا إلى صدقه تجاه الشعب النيجري لقد أراد حقا ودائما أن يُطهر المالية العامة ويحارب الفساد، هذا كل ما في الأمر، لقد أراد أن يميز نفسه عن سلفه إيسوفو، من دون أن يعتقله أو يقوم بأي إجراء ضده، ولقد أراد بكل بساطة أن يكون صادقا، كما أقسم على الكتاب المقدس وكان همه أن يمارس السلطة بكل أمانة بينه وبين ربّه، هذا كل ما في الأمر لكنه شعر ربما بالتهديد، لا أدري، على كل حال إنه سوء حظ أصابه هو وكل النيجريين.

وأمنيتنا طبعا أن تكون هذه الوضعية في صالح الرئيس بازوم وأن تنتهي في أقرب وقت ممكن، لأنه وفي الحقيقة هذا من مصلحة الشعب النيجيري.

 واليوم، إذا ما جرت انتخابات حرة، فإن بازوم لن يحتاج إلى أي مجهود ليُعاد انتخابه رئيسا للجمهورية لأن كل النيجريين قد أدركوا فعلا أن الأمر مؤامرة استهدفته وهو يحظى بشعبية كبيرة جدا.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة