زنقة20| محمد لمفرك
احتضنت عمالة إقليم الرحامنة، صباح اليوم، بمدرج ابن رشد في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بابن جرير، لقاءً تشاوريًا موسعًا ترأسه عزيز بوينيان، عامل الإقليم، بحضور أكثر من ألف مشارك من مختلف الفاعلين المحليين، ضمنهم منتخبون، سلطات محلية، ممثلو المصالح اللاممركزة، فاعلون اقتصاديون، أكاديميون، جمعويون، وممثلو المجتمع المدني، إضافة إلى تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين المهني.
ويأتي هذا اللقاء في إطار مرحلة الإنصات الوطني الواسع التي دعت إليها التوجيهات الملكية السامية، قصد إرساء جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، يقوم على التشاور الميداني المباشر مع الساكنة، وتوسيع قاعدة المشاركة، بهدف تحقيق العدالة المجالية وتسريع وتيرة التنمية على مستوى الإقليم.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد عامل الإقليم عزيز بوينيان أن هذا الورش الوطني الكبير يمثل لحظة حاسمة لتجديد آليات التخطيط الترابي، من خلال اعتماد مقاربة تشاركية شاملة تقوم على الاستماع، والتفاعل الإيجابي مع انتظارات المواطنين، ووضع تشخيص واقعي وعملي يفضي إلى برامج تنموية قابلة للتنفيذ وذات أثر ملموس على حياة الساكنة.
وأضاف العامل أن الاشتغال سيتم من خلال لجان تقنية موضوعاتية تغطي مجالات متعددة، من بينها: التشغيل والأنشطة الاقتصادية، التعليم، الصحة، الماء، والتأهيل الترابي المندمج، مشيرًا إلى أن هذه اللجان ستعمل بتنسيق محكم على تحويل مقترحات المواطنين ومعطيات التشخيص الميداني إلى مشاريع واقعية ذات أولوية وجدوى.
كما أعلن بوينيان عن إطلاق منصة رقمية تفاعلية مخصصة لساكنة الإقليم، تمكنهم من الإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم بشكل مباشر، في خطوة تهدف إلى إشراك المواطن في صناعة القرار التنموي، وترسيخ مبادئ الحكامة التشاركية التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وعرفت أشغال اللقاء مداخلات نوعية جسدت فعلاً انشغالات وانتظارات مختلف الفئات المجتمعية، حيث قدّم التلاميذ والشباب مقترحات مبتكرة ورؤى متقدمة حول مستقبل التنمية بالإقليم، مما أضفى بعدًا إنسانيًا وتفاعليًا على النقاش العام.
وفي ختام اللقاء، شدد عامل الإقليم على أن هذا الورش الوطني يشكل فرصة تاريخية لإطلاق دينامية جديدة للتنمية الترابية المستدامة، قائمة على الانخراط الجماعي والمسؤولية المشتركة بين جميع الفاعلين، مؤكداً أن الرهان الأساسي يتمثل في تعزيز جاذبية إقليم الرحامنة ورفع قدرته على خلق الثروة وفرص الشغل، انسجامًا مع الرؤية الملكية السديدة لجعل المواطن محور التنمية وغايتها.
