الريسوني يشبّه جبهة البوليساريو بحزب العمال الكردستاني

admin14 يوليو 2025آخر تحديث :
الريسوني يشبّه جبهة البوليساريو بحزب العمال الكردستاني


زنقة 20 | الرباط

في قراءة جديدة لنزاع الصحراء المفتعل، شبّه الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مشروع جبهة البوليساريو الانفصالي بما كان عليه حزب العمال الكردستاني في تركيا، مؤكدا أن الأخير رغم ما يملكه من مقومات تاريخية وقومية ولغوية فقد قرر التراجع عن مشروعه الانفصالي، بينما ما تزال جبهة البوليساريو تسير عكس اتجاه العقل والتاريخ، في تبعية كاملة للجيش الجزائري.

وإعتبر المفكر المغربي أحمد الريسوني أن الفارق الجوهري بين المشروعين (الكردي والصحراوي) يكشف هشاشة الطرح الذي تتبناه البوليساريو، ويُظهر أن “ما بُني على وهم لا يمكن أن يصمد، مهما طالت مدة النزاع”.

وأضاف الريسوني، أن الأكراد، رغم كونهم “أمة عريقة ذات لغة وقومية وتاريخ واضح، وموزعين على عدة دول، ويعدون بالملايين”، فإنهم أدركوا أخيرا أن الانفصال غير ممكن ولا مجدٍ، واختاروا عبر قيادة حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح وطيّ صفحة الكفاح المسلح، لصالح حل سياسي داخل الدولة الواحدة.

وفي المقابل، يرى الريسوني أن جبهة البوليساريو تمثل نموذجا مقلوبا؛ فهي تقاتل من أجل كيان مختلق، وشعب مفترض، وهُوية مصطنعة، لا تستند إلى أي مرتكز تاريخي أو ديموغرافي حقيقي، بل نشأت وفق قوله ضمن سياق سياسي إقليمي، في سبعينيات القرن الماضي، تقوده آنذاك أنظمة الانقلابات العسكرية في الجزائر وليبيا، وليس بناءً على إرادة شعبية أو حركة تحررية واقعية.

ويؤكد الريسوني أن النزاع في حقيقته لم يكن يومًا بين المغرب والبوليساريو، بل هو خلاف جزائري مغربي، اختارت فيه الجزائر أن تصطنع حركة انفصالية، ثم تُسميها ممثلاً شرعيًا لشعب غير موجود، وتوظفها كورقة ضغط دبلوماسي وسياسي في وجه المملكة المغربية.

ولم يُخفِ الريسوني استغرابه مما وصفه بـ”الاستمرار في إنتاج خطاب قديم، تجاوزته التجارب السياسية والنضالية، ويجافي كل المعايير الواقعية والدولية”، قائلاً: “إذا كان حزب العمال الكردستاني قد تراجع عن مشروعه الانفصالي وهو يملك من المقومات ما لا تملكه البوليساريو، فبأي منطق تستمر الأخيرة في مشروعها؟ ومن أجل مَن؟”

ويخلص الريسوني إلى أن “الانفصال عن دولة الأمة، وتفكيك وحدة الشعوب، ليس خيارًا شرعيًا ولا عقلانيًا، خاصة إذا كان يخدم أجندات خارجية ويُدار من غرف مظلمة. وأن أي مشروع لا ينطلق من حقائق الأرض والناس والتاريخ، سيكون مصيره الفشل والتآكل، كما أثبتت تجارب كثيرة”.

ويُذكر أن الدكتور أحمد الريسوني سبق ان اعتبر بأن قضية الوحدة الترابية جزءًا من الثوابت الجامعة للأمة المغربية كما انتقد مرارا دور النظام الجزائري في “افتعال وإطالة عمر النزاع، داعيا إلى إعادة الحق إلى نصابه، وإنهاء معاناة المغاربة في مخيمات تندوف.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة