بدأ رهان المغرب على السياحة الثقافية يتخذ أشكالاً ملموسة، إذ تلقفت الحكومة ما تشير له العديد من الدراسات السياحية حول كون الاستكشاف الثقافي يمثل عامل الجذب الأساسي لعدد هام من السياح الدوليين، وفي هذا الإطار يعتزم المغرب الرهان على موروثه الثقافي الوازن وتثمينه سياحياً لتعزيز جاذبية الوجهة المغربية.
وفي هذا الصدد، أطلقت الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT)، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، برنامجاً للاحتضان والمواكبة، موجهاً لحاملي المشاريع المبتكرة في مجال فنون الطبخ المغربي لافتتاح مطاعم من الجيل الجديد ضمن فضاءات عدد من المواقع الثقافية بالمملكة.
وأكدت الشركة المسؤولة عن البرنامج أن الأخير يأتي في “إطار تثمين فن الطبخ المغربي وتحفيز التجربة السياحية من خلال أفكار إبداعية ومتميزة، مع تعزيز القيمة الثقافية للمواقع السياحية”.
من جهتها، لفتت رئيسة فيدرالية المطاعم المغربية، إيمان الرميلي، أن البرنامج يمثل فرصة فريدة لأصحاب المطاعم للاندماج والتموقع داخل موقع ثقافي في مدينتهم.
واعتبرت أن المغرب يمتلك تراثاً مادياً استثنائياً من قصور ومتاحف وحدائق تاريخية، ورياضات، وقصبات… و”مع ذلك، فالقليل جداً من هذه المواقع يحتضن اليوم فضاءات حقيقية للمطاعم القادرة على تثمين مُنتجات البلاد، ومطبخها، وفنونها”.
وأوضحت أن البرنامج الوطني الذي تقترحه الشركة المغربية للهندسة السياحية يعد مشروعاً فريداً وطموحاً، يهدف إلى تشجيع إنشاء أفكار مبتكرة في فن الطبخ في قلب المواقع الثقافية، مُعتبرة أنها فرصة هامة للراغبين في تجاوز المطعمة بمعناها التقليدي؛ و”الانخراط في التاريخ، والمكان، وخلق تجربة تتجاوز الوجبات”.
واعتبرت أن هذا البرنامج مهم من حيث مساهمته المتوقعة في تطوير مشاريع مدرة للدخل في المواقع الثقافية أو التراثية، وكذا في تثمين المطبخ المغربي داخل أماكن تحمل عراقة وتاريخاً، وخلق أفكار مُهيكلة وملموسة تحدث فارقاً، مع المساهمة في إطلاق دينامية ثقافية وسياحية جديدة في المدن المغربية.
وأوضحت أن البرنامج موجه لكل أرباب المطاعم والمقاولين وحاملي المشاريع الراغبين في التموقع ضمن فضاء ثقافي، وخلق مشروع أصيل ومبتكر، والمساهمة في تثمين التراث الثقافي المغربي.
وبخصوص المواقع المقترحة في إطار هذا البرنامج، يشير الموقع الرسمي للشركة المغربية للهندسة السياحية إلى نماذج من قبيل فضاء “المنارة” و”قصر البديع” العتيق بمراكش، ومواقع “ليكسوس” و”وليلي” الأثرية، وصقالة الصويرة وفيلا “بيريكارديس” بطنجة.
ودعت الشركة حاملي المشاريع المهتمين إلى الإدلاء بترشيحاتهم إلى غاية 15 دجنبر المقبل على الساعة الرابعة بعد الزوال، والتواصل مع الشركة للحصول على مزيد من المعلومات.



