بقلم : الرحالي أحمد أمين
-نائب رئيس الشبكة الوطنية للمجالس المحلية للشباب بالمغرب
– مستشار سابق لوزير التعمير و أعداد التراب الوطني
من قلب هذا الوطن العظيم، أكتب هذه الكلمات مفعمة بالفخر والاعتزاز والانتماء لهذا البلد الآمن، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الأمين على قضايا الوطن والمواطن.
يأتي ذلك عقب القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن الدولي بتاريخ 31 أكتوبر 2025، والذي جدد فيه المجتمع الدولي تأكيده على مغربية الصحراء ودعمه لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة المغربية الشريفة.
إن هذا الحدث ليس مجرد محطة عابرة في مسارنا الوطني، بل هو تتويج لمسيرة نضال طويلة امتدت لأكثر من نصف قرن من الجهود والتضحيات، قادها بحكمة وحنكة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، ويواصلها بعزم وقيادة رشيدة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، دفاعًا عن وحدتنا الترابية من طنجة إلى الكويرة.
في هذه اللحظة التاريخية، أشعر أنني جزء من هذا المسار المجيد، وها نحن اليوم نعيش إحدى أزهى صفحاته.
من هنا، من الرباط، مدينة الوحدة والوفاء، التي جمعت أبناء الصحراء بالعرش العلوي المجيد برباط البيعة والولاء، رباط يمتد في عمق التاريخ منذ سنة 837م، واستمر رغم تقلبات الزمن، مجددًا بعد الاستقلال سنة 1956، ومؤكدًا ببيعة وادي الذهب في 14 غشت 1979، التي جدد فيها الصحراويون تعلقهم الدائم بالعرش العلوي المجيد.
وكشاب مغربي، أتابع بإعجاب الحضور القوي والمتبصر لجلالة الملك محمد السادس، الذي يقود البلاد برؤية استراتيجية تجمع بين الأصالة والمشروعية الدولية. كما أعتز بالدور الكبير الذي قامت به الدبلوماسية المغربية الرسمية والموازية في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، مدعومة بالإجماع الوطني والمشاريع التنموية الكبرى التي عرفتها الأقاليم الجنوبية، والتي جعلت منا جميعًا شركاء في بناء المستقبل.
إنني أعيش اليوم فخرًا حقيقيًا بهذا الحدث العظيم، وأنا أرى أقاليمنا الجنوبية تنمو وتزدهر، ويقوى معها ارتباطنا ووفاؤنا للعرش العلوي المجيد، رمز وحدتنا وعزّة أمتنا.
وبهذه المناسبة، أجدد تشبثي الراسخ بمغربية الصحراء، فهي ليست بالنسبة لي قضية سياسية أو ملفًا دبلوماسيًا، بل هي هوية وتاريخ ومصير مشترك نعتز به ونورثه للأجيال القادمة. إنها خيار أجدادنا، ونحن ماضون فيه بثقة وثبات، تحت قيادة ملك حكيم يعزز ركائز الدولة ويصون وحدتها.
أحمد الله على هذا النصر، وأهنئ نفسي وأهلي وكل أبناء وطني، وأقول لكل من يسهم في بناء هذا الوطن: إن المستقبل لنا.
ويوم أقر فيه مجلس الأمن مغربية الصحراء هو يوم كُتب فيه التاريخ من جديد بأحرف من نور، وأثبتنا للعالم أننا شعب واحد، ملك وشعب، لا يتزعزع ولاؤنا لوطننا العزيز.



