المغرب أدخل أهم وأكبر مساعدات إنسانية إلى غزة نوعا وحجما ونجح في إيصالها مباشرة للمتضررين – الصحيفة

admin19 أغسطس 2025آخر تحديث :
المغرب أدخل أهم وأكبر مساعدات إنسانية إلى غزة نوعا وحجما ونجح في إيصالها مباشرة للمتضررين – الصحيفة


ثمّن السفير الفلسطيني في الرباط، جمال الشوبكي، المبادرة الإنسانية التي أعلن عنها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، والمتمثلة في إرسال مساعدات إنسانية إضافية عاجلة إلى قطاع غزة المنكوب، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي وتفاقم الوضع المأساوي للسكان، مشددا على أن المساعدات المغربية المتواصلة للقطاع تعد هي “الأهم والأكبر من حيث القيمة والنوع” منذ بداية أزمة الحصار على القطاع.

 الدبلوماسي الفلسطيني وفي تصريح خصّ به “الصحيفة”، قال إن الحكومة الفلسطينية اجتمعت صباح اليوم الثلاثاء وأشادت فيه بقرار العاهل المغربي إرسال حوالي 100 طن من المواد الغذائية والأدوية الموجهة خصيصاً للفئات الأكثر هشاشة في القطاع، وعلى رأسها الأطفال والرضع الذين يعانون من الجوع ونقص التغذية. وأوضح أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لسلسلة مبادرات إنسانية مغربية سابقة، جسدت، على حد تعبيره، الدور الكبير والمهم الذي يضطلع به المغرب في تخفيف المعاناة عن سكان غزة ومحاولة فك الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ سنوات.

وأضاف الشوبكي”بدوري كسفير لدولة فلسطين في المملكة المغربية، لا يسعني إلا أن أرحب وأشكر الملك محمد السادس جزيل الشكر بصفته رئيس لجنة القدس، على كل ما يقدمه من دعم ثابت للقضية الفلسطينية ولأهلنا في غزة، سواء من خلال المبادرات السياسية أو عبر المساعدات الإنسانية الميدانية التي تصل إلى مستحقيها في ظروف بالغة التعقيد”.

وأشار الدبلوماسي الفلسطيني إلى أن آخر دفعة من المساعدات المغربية التي نجحت المملكة في التفاوض بشأنها وإدخالها إلى غزة برا، اعتبرت بحسب تقديرات وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، “الأهم من حيث القيمة والنوع والحجم”، لأنها وصلت مباشرة إلى المستفيدين منها بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني والسلطات المغربية، ودون أن تتعرض للتلف أو التأخير.

وشدد الشوبكي ضمن التصريح ذاته على أن “المغرب كان سباقا إلى إدخال أهم وأكبر مساعدات إنسانية من حيث الحجم والقيمة إلى القطاع، في وقت تُترك فيه آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية على المعابر عرضة للتلف بفعل الحرارة ومنعها من الدخول”.

ووفق السفير الشوبكي، فإن أهمية المساعدات المغربية تكمن في أنها لم تقتصر على كميتها أو قيمتها فقط، بل في كونها وصلت بسرعة إلى عمق القطاع وإلى العائلات المتضررة، في حين يعيش السكان كارثة إنسانية وصفها بأنها غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضح المتحدث أن: “المجاعة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ مارس الماضي تحصد أرواح الأطفال والضعفاء، والموت يداهم السكان بأشكال متعددة من الجوع، ومن الأمراض، ومن نقص الأدوية، ومن القصف والانفجارات، ومن سوء التغذية الذي ينهك الأجساد”.

ولم يخف السفير الفلسطيني خطورة الوضع، مؤكدا أن غزة تواجه كارثة إنسانية بكل المقاييس، تتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي، ليس فقط عبر المساعدات، بل أساسا عبر الضغط السياسي والقانوني على إسرائيل موردا: “ما يحتاجه الفلسطينيون اليوم هو الضغط على المجتمع الدولي لتشكيل لجان تحقيق دولية تتوجه إلى الميدان للتحقيق في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بعيدا عن التحقيقات الشكلية التي تقوم بها سلطات الاحتلال لذر الرماد في العيون ومنع تدخل المحاكم الدولية”.

واعتبر أن استمرار الحصار ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية يرقى إلى جريمة إبادة جماعية، مطالبا بضرورة تحرك الدول والمنظمات الأممية لوقف النزيف الإنساني مضيفا: “الوضع في غزة كارثي، وغير إنساني بكل المقاييس، ونحن أمام مشهد غير مسبوق في التاريخ الحديث لذلك فإننا نثمّن عاليا الدور الذي يقوم به المغرب، وندعو المجتمع الدولي إلى الاقتداء بهذه المبادرات بدل الاكتفاء بالتصريحات”.

واعتبر السفير الفلسطيني على أن موقف المغرب، كما عبّر عنه الملك محمد السادس من خلال الدعم المتواصل، يعكس التزاما تاريخيا بالقضية الفلسطينية ودعما صادقا للشعب الفلسطيني في محنته، مؤكدا أن هذا الدعم يحظى بتقدير كبير على المستويين الرسمي والشعبي في فلسطين.

في سياق متصل، يُثار نقاش كبير حول استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل في دجنبر 2020، وهي العلاقة التي استغلتها الرباط لتوظيفها بشكل براغماتي في خلق قنوات مفتوحة لتيسير مرور المساعدات الإنسانية والتخفيف من آثار الحصار المضروب على قطاع غزة.

وقد أظهرت التجربة الأخيرة الخاصة بالمساعدات المغربية التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم أن وجود قناة تفاوضية مع الجانب الإسرائيلي مكّن الرباط من فرض احترام طبيعة الشحنات وحجمها، وإيصالها مباشرة إلى السكان من دون أن تخضع لشروط تعجيزية أو عراقيل إدارية كما يحدث عادة مع آلاف الشاحنات الأخرى التي تبقى عالقة على الحدود.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة