المغرب لا ينتظر ردا وخطاب الملك كان لاعتبارات تاريخية وحضارية – الصحيفة

admin1 أغسطس 2025آخر تحديث :
المغرب لا ينتظر ردا وخطاب الملك كان لاعتبارات تاريخية وحضارية – الصحيفة


جدد الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، تأكيده على سياسة “اليد الممدودة” تجاه الجزائر، معتبرا أن الشعب الجزائري “شعب شقيق”، تجمعه بالمغاربة أواصر عديدة والمصير المشترك، ومعبرا عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.

وقال الملك في خطابه في هذا السياق، “حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق”، مضيفا “وإن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا على تجاوز هذا الوضع المؤسف”.

لكن هذا التوجه، بحسب المحلل السياسي المحلل السياسي خالد الشيات، لا يعني أن المغرب ينتظر ردا من الجزائر أو يعوّل على تجاوب رسمي، حيث قال في تصريح لـ”الصحيفة” إن “الملك محمد السادس لم يقدم نداء أو أي شيء للجزائر، خطابه كان نوعا من الوصف، وهذا الموقف ليس موجها للجانب الرسمي والحكومي فقط”.

وأوضح الشيات أن الخطاب الملكي كان موجها في اتجاهين، “اتجاه موجه إلى الشعب الجزائري، واصفا العلاقة معه بأنها علاقات أخوية وطيبة، وما يربطها من أواصر كثيرة. وأيضا وجه خطابه للدولة الجزائرية بأن الحل الوحيد لحل الخلافات هو عن طريق الحوار الجاد والمسؤول.”

وأضاف المحلل السياسي في ذات التصريح، “إذن، ليس هناك نداء، وأعتقد أن المغرب لا ينتظر ردا من الجزائر. فالملك يقوم بذلك لاعتبارات ذات طبيعة تاريخية وحضارية ولمسؤولياته في هذين الجانبين، على اعتبار أن الملك يعبر عن الدولة المغربية التي تمتد إلى قرون، ولا يمكن أن يعبر إلا بطريقة أخوية مع الجزائر، التي تنتمي وتتقاسم معنا امتدادنا الحضاري اللغوي الديني الأمازيغي الإفريقي المتوسطي.”

وتابع الشيات في هذا الإطار، “يعني هناك مجموعة من الروابط، وعبر عنها الملك محمد السادس الملك بهذه الصيغة، وبالتالي فإذا كانت الجزائر لديها رغبة في أن تمد يدها، فذلك جيد. وإن لم يكن لها ذلك، فهذا ليس شرطا لكي يُوجد المغرب. المغرب موجود باستراتيجياته وتصوراته وسياسته، سواء استجابت الجزائر أو لم تستجب.”

هذا وفي إشارة واضحة إلى وحدة المصير المغاربي، أكد الملك محمد السادس في خطابه على أن “الاتحاد المغاربي لن يكون دون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة”، ما يعكس تمسك المملكة برؤية تكاملية تتجاوز الحسابات الثنائية الضيقة.

وحسب تقارير دولية، فإن الخطاب الملكي يأتي في سياق إقليمي يتسم باستمرار حالة الجمود بين البلدين، إذ ما تزال العلاقات منقطعة تماما ولا يوجد أي تمثيل دبلوماسي مباشر بين الرباط والجزائر، بينما تستمر الجزائر في التصعيد الإعلامي والسياسي والدبلوماسي ضد المغرب، بسبب مشكل الصحراء.

وبخصوص هذا الملف، أي قضية الصحراء، فإن الملك محمد السادس كان واضحا في خطابه، وأشار إلى التقدم الدبلوماسي الذي حققته المملكة، قائلا، “نعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية”، موجها الشكر إلى المملكة المتحدة والبرتغال على دعمهما الصريح لمغربية الصحراء.

كما شدد الملك على أن الحل يجب أن يكون “توافقيا، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف”، وهو ما اعتبره العديد من المحللين السياسيين، أن انخراط الجزائر في دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يُعطي حتى للبوليساريو إمكانية حكم الصحراء ذاتها تحت السيادة المغربية، فإن ذلك سيعني مباشرة انتهاء النزاع بدون هزيمة أي طرف.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة