المغرب يدرس خيارات تحديث أسطول النقل العسكري بين طائرتي KC-390 البرازيلية وC-130J الأمريكية

admin16 أغسطس 2025آخر تحديث :
المغرب يدرس خيارات تحديث أسطول النقل العسكري بين طائرتي KC-390 البرازيلية وC-130J الأمريكية


تسعى القوات الجوية الملكية المغربية إلى حسم واحدة من أبرز صفقات التحديث العسكري خلال السنوات الأخيرة، والمتعلقة بتجديد أسطولها من طائرات النقل التكتيكي، حيث تتنافس في هذا السباق شركتان بارزتان على الصعيد الدولي، وهما البرازيلية “إمبراير” التي تطرح طراز KC-390 Millennium، والأمريكية “لوكهيد مارتن” بعرضها النسخة المطورة C-130J Super Hercules، في معركة تتداخل فيها اعتبارات الأداء العملياتي والتكلفة المالية والتحالفات الاستراتيجية.

وبحسب تحليل نشره الموقع المتخصص في الشؤون الدفاعية “ميليتري أفريكا”، فإن قيمة الصفقة تتجاوز 600 مليون دولار، وتستهدف اقتناء ما بين أربع إلى خمس طائرات جديدة لاستبدال الأسطول الحالي المكون من 14 طائرة C-130H Hercules وطائرتي KC-130H للتزود بالوقود، والتي أصبحت متقادمة بعد عقود من الخدمة. 

وتأتي الخطوة بحسب “ميليتيري أفريكا” في إطار ارتفاع ميزانية الدفاع المغربية إلى 12.88 مليار دولار عام 2024، بزيادة نحو نصف مليار دولار عن العام السابق، ضمن استراتيجية شاملة لتحديث القدرات العسكرية في ظل التحديات الأمنية الإقليمية، بما في ذلك النزاع حول الصحراء والتوترات في منطقة الساحل الإفريقي.

وأشار تقري “ميليتيري أفريما” إلى أن الرباط تسعى إلى الحصول على طائرات متعددة المهام، قادرة على العمل في بيئات متنوعة، من الصحراء ذات الغبار الكثيف إلى المناطق الساحلية الرطبة، مع قدرات متقدمة في نقل القوات والإجلاء الطبي وعمليات البحث والإنقاذ، فضلا عن المشاركة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي، مما يضع كلا من KC-390 وC-130J أمام اختبار الموازنة بين كفاءة التكلفة والموثوقية التشغيلية.

وأضاف المصدر ذاته، أن إمبراير البرازيلية، تقدم من جانبها طائرتها KC-390 كخيار حديث بمواصفات متميزة، حيث تتمتع بسرعة قصوى تبلغ 988 كلمتر في الساعة، وقدرة على حمل 26 طنا من البضائع أو المعدات، مع توفيرها في استهلاك الوقود مقارنة بنظيرتها الأمريكية، إضافة إلى تمتعها بقدرات متعددة، بدءا من إسقاط المظليين وحتى مكافحة الحرائق والتزود بالوقود جوا.

 ولتعزيز فرصها – يضيف التقرير – قام مسؤولو إمبراير بخطوة مهمة، شملت زيارة طائرتها إلى قاعدة القنيطرة الجوية في مارس 2024 لإجراء تجارب طيران مع الأطقم المغربية، وتوقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مركز طيران متكامل في المغرب باستثمار يقارب مليار دولار بحلول 2035، مما قد يوفر فرص عمل وينقل التكنولوجيا إلى المملكة.

في المقابل، تعتمد لوكهيد مارتن على تاريخها الطويل مع المغرب، حيث شكلت طائرات C-130 العمود الفقري لأسطول النقل العسكري للقوات الجوية المغربية منذ السبعينيات، مع طرح النسخة المطورة C-130J، التي تتمتع بمحركات “رولز رويس” الأقوى، وأنظمة ملاحة متطورة، وقدرة أكبر على الهبوط في المدرجات غير المعبدة.

 إلى جانب استفادة الشركة الأمريكية من نفوذها السياسي، حيث تدعمها الإدارة الأمريكية في تسويق عرضها، وتربط الصفقة بمشاريع أخرى محتملة، مثل تحديث الأسطول الحالي أو حتى صفقات مستقبلية لاقتناء مقاتلات F-35. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك لوكهيد مارتن مركز صيانة في بنسليمان بالمغرب، مما يعزز حضورها المحلي.

وخلص التقرير إلى أن الاختيار بين الطائرتين، لايقتصر على الجوانب التقنية فحسب، بل يمتد ليشمل التوجه الاستراتيجي للمغرب، بين تعزيز تحالفه التقليدي مع الغرب، وكذلك فتح الباب لشراكات جديدة مع دول مثل البرازيل، حيث أشار التقرير إلى أن القرار سيؤثر على الخطط المغربية لبناء صناعة طيران محلية، خاصة مع وعود إمبراير بنقل التكنولوجيا إلى المغرب.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة