المغرب يرسّخ استراتيجية رياضية مستدامة ويطوّر المواهب الوطنية بكفاءة

admin1 ديسمبر 2025آخر تحديث :
المغرب يرسّخ استراتيجية رياضية مستدامة ويطوّر المواهب الوطنية بكفاءة


أكد الخبير والمحلل الرياضي الفرنسي، كلود تولي، أن المغرب “يتقدم بخطى ثابتة في ما يتعلق بالاستراتيجية الرياضية، مبرزا أن هناك “إرادة لبناء مشروع يمتد على المدى الطويل”.

وفي حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، على بعد أيام قليلة من انطلاق كأس إفريقيا للأمم (كان-2025)، سلط الخبير الفرنسي الضوء على الاستراتيجية “الشاملة والمهيكلة والمستدامة” التي اعتمدتها المملكة في المجال الرياضي، متوقفا عند الركائز التي مكّنت المغرب من إرساء “نموذج رياضي ناجح”، ولا سيما في مجال كرة القدم.

وبالنسبة له، فإن المغرب قام بتحول استراتيجي “من خلال الانتقال من مقاربة مؤقتة إلى دينامية مبنية على المدى الطويل، مع احترافية الهياكل، وتحديث البنيات التحتية، وقبل كل شيء رؤية طويلة الأمد ترتكز على اكتشاف وتكوين المواهب”.

ويضيف السيد تولي أن هذا التحول يقوم على قاعدة متينة تجمع بين بنيات رياضية من الجيل الأخير، ومراكز تكوين تتماشى مع المعايير الدولية، وانفتاح على الجالية المغربية بالخارج.

وأردف قائلا “لقد مكّن ذلك من تعزيز صفوف المنتخبات الوطنية بمواهب تكوّنت في أفضل البطولات الأوروبية، مع ضمان الاستمرارية التقنية بين فئات الشباب”.

وأشار المستشار إلى أن كرة القدم داخل القاعة وكرة القدم النسوية لم تُستثنَ من هذه الدينامية الشاملة، “حيث تستفيد أيضا من هذه المقاربة مع توفير وسائل خاصة وإرادة لتنظيم عادل على جميع المستويات”.

هذه الإنجازات ليست وليدة الصدفة، بل ثمرة عمل منهجي على عدة مستويات”، بحسب الخبير.

+أكاديمية محمد السادس، تتويج لاستراتيجية متبصرة+

وأكد كلود تولي في هذا السياق على “ثورة هيكلية حقيقية في مجال التكوين”، مشيرا إلى أن المغرب “نجح في توحيد المناهج، واحترافية التأطير، وإرساء حكامة فعالة”.

وأشار، بجدارة، إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي تزود اليوم المنتخبات الوطنية للشباب بلاعبين جاهزين ذهنيا وبدنيا وتكتيكيا، واصفا إياها بأنها “جسر مباشر بين التكوين والاحتراف”.

وتابع الخبير: “الشباب المكون في الأكاديمية يتألقون اليوم في الأندية الاحترافية بأوروبا كما في المنتخبات الوطنية، وهي نجاحات معترف بها خارج القارة الإفريقية”.

ويرى أن أكاديمية محمد السادس شكلت “منعطفا كبيرا في تاريخ كرة القدم المغربية”، مشيدا بـ”نموذج تعليمي متكامل يجمع بين الانضباط الرياضي ومتابعة الدراسة والتأطير النفسي”.

ولاحظ في هذا الصدد، أن “النموذج المغربي أضحى مرجعا، ويثبت أنه برؤية واضحة، واستثمارات مستهدفة، وتدبير صارم، يمكن لأي بلد أن ينافس أفضل البلدان كرة القدم”.

ولفت الخبير إلى أن “العديد من البلدان تستلهم اليوم من هذا النجاح لتحديث أنظمة التكوين الخاصة بها.

واعتبر السيد تولي أن تنظيم المغرب للمنافسات الدولية الكبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم، وكأس العالم للشباب، وخصوصا كأس العالم 2030، يُعد “محفزا للتسريع على مستويات متعددة”.

وأوضح أن ذلك سيساهم، على الصعيد الرياضي، في تسريع تطوير البنيات التحتية وتحفيز ممارسة كرة القدم على مستوى القاعدة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أيضا بفرصة اقتصادية استثنائية من حيث السياحة وفرص الشغل والاستثمارات، لأن هذه المنافسات تجذب جمهورا عالميا.

وأضاف أن هذه الأحداث “تُولّد إرثا مستداما – ملاعب جديدة، بنيات تحتية، احترافية متزايدة – وتضع المملكة في موقع فاعل لا غنى عنه على الساحة الرياضية العالمية”.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة