المغرب يستطلع موقف روسيا من التصويت على قرار أممي يدعم مبادرة الحكم الذاتي

admin16 أكتوبر 2025آخر تحديث :
المغرب يستطلع موقف روسيا من التصويت على قرار أممي يدعم مبادرة الحكم الذاتي


زنقة 20 / الرباط

قال وزير الخارجية ناصر بوريطة خلال زيارته إلى موسكو اليوم الخميس ، أنه قام بالتواصل مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ثلاث مرات خلال ستة أسابيع.

و ذكر بوريطة، في ندوة صحافية مع لافروف بموسكو ، أن ذلك يؤكد أن الحوار بين البلدين مستمر بناء و إيجابي.

بوريطة، أكد أن المغرب يعتبر روسيا شريك مهم للمملكة المغربية في كل المجالات ، وفاعل أساسي في النظام الدولي ومحاور له مصداقية حول القضايا الإقليمية و الدولية.

وزير الخارجية المغربي، قال أنه جاء إلى موسكو حاملا تحيات جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، و أيضا إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف.

بوريطة ، أكد أن العلاقات بين البلدين قوية و تعود الى القرن 18 ولكنها تطورت بشكل قوي في السنوات الأخيرة وخاصة على اساس اعلان الشراكة المعمقة بين المغرب و روسيا منذ 2016.

من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي التزام بلاده بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية التقليدية القائمة على الثقة والصداقة.

وأشار الوزير الروسي إلى المستوى المرتفع من التعاون في المجالات الإنسانية، لا سيما التعليم، مؤكداً حرص بلاده على استقبال الطلاب المغاربة الذين بلغ عددهم حالياً 4250 طالبًا وطالبة، وتلبية رغبتهم في الدراسة بالجامعات الروسية.

وفي المجال الدبلوماسي الدولي، أكد الوزير الروسي أهمية استمرار التنسيق بين روسيا والمغرب في إطار الأمم المتحدة وهيئات التعاون الإقليمي، مثل منتدى «روسيا-إفريقيا» ومنظمة «روسيا-جامعة الدول العربية»، مشيدًا بالمذكرة الموقعة حديثًا لإنشاء لجنة عمل مشتركة بين وزارتي الخارجية لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

كما تبادل الوزيران وجهات النظر بشأن القضايا الدولية الراهنة، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والساحل الإفريقي، بالإضافة إلى مسألة التسوية في الصحراء ، مؤكدين التزامهما بحل النزاعات والمشكلات الدولية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الالتزام الكامل بمبادئ وقوانين الأمم المتحدة.

وأشاد لافروف بدور المغرب البارز في دعم جهود تحقيق التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى دور جلالة الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس.

و أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن قضية الصحراء المغربية، والتي جاءت عقب لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة في نيويورك، تفاعلاً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، واعتبرها البعض تطوراً إيجابياً في موقف موسكو التقليدي.

في تصريحه، أقرّ لافروف بأن خيار الاستفتاء، الذي ظل لسنوات محور الطرح الأممي لتسوية النزاع، لم يعد واقعياً كما كان قبل 30 سنة. واعتبر أن هناك مستجدات على الأرض تفرض مقاربات أكثر واقعية، من بينها مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية.

ولعل اللافت في موقف موسكو هو تأكيد لافروف أن مقترح الحكم الذاتي يمكن اعتباره شكلاً من أشكال تقرير المصير، وهو تطور لافت في خطاب روسيا، وإن لم يصل إلى مستوى الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء.

ورغم هذا الانفتاح، شدد لافروف على أن أي حل، بما في ذلك خيار الحكم الذاتي، يجب أن يحظى بقبول جميع الأطراف المعنية، في إشارة واضحة إلى الجزائر وجبهة البوليساريو.

هذا الشرط يعكس استمرار التزام روسيا بخط الحياد التقليدي، ويؤكد في الوقت ذاته حرصها على عدم الاصطدام بمصالح شركائها الاستراتيجيين في المنطقة، وعلى رأسهم الجزائر، أحد أبرز زبائن السلاح الروسي في إفريقيا.

و بحسب قراءات محللين، فإن المغرب لا يعوّل كثيراً على أن تقوم موسكو بخطوة اعتراف مباشر بسيادته على الصحراء، خصوصاً في ظل التحالفات الاستراتيجية الروسية في المنطقة لكن الرباط تأمل في أن تلتزم روسيا بموقف “غير معرقل” داخل مجلس الأمن، وألا تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار أممي يدعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلاً جدياً وواقعياً للنزاع.

زيارة بوريطة الأخيرة إلى نيويورك ولقاؤه مع لافروف تأتي في سياق دينامية دبلوماسية مغربية نشطة، تهدف إلى تحييد الفاعلين الدوليين التقليديين أو جذبهم نحو موقف أقرب إلى المقاربة المغربية.

ومع أن الطريق لا يزال طويلاً نحو مواقف روسية واضحة داعمة، إلا أن لهجة موسكو باتت أكثر مرونة مقارنة بالمواقف السابقة التي كانت تركز فقط على “الشرعية الدولية” دون الإشارة إلى مضامين الحلول الواقعية.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة