زنقة20 | الرباط
أقرت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وعمدة مراكش، ومنسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، بوجود تعثر واضح في العمل السياسي بالمغرب، معتبرة أن دعوة جلالة الملك محمد السادس إلى اليقظة في خطابه أمام البرلمان، تجسد بالفعل ملاحظة دقيقة لحالة الفتور التي يعرفها المشهد السياسي الوطني.
وفي معرض ردها على سؤال خلال استضافتها ببرنامج خاص على القناة الثانية “دوزيم” مساء أمس الإثنين، حول ما إذا كانت هذه الدعوة تعكس ضعفا في الأداء، أوضحت المنصوري أن هناك “إشكالية فعلية تتمثل في الفارق الكبير بين عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية وعدد المصوتين”، مشيرة إلى أن هذا المعطى يعكس تراجعاً في الثقة بالعمل السياسي مقارنة بالسنوات الماضية.
وأضافت أن “هناك جيلا جديدا يجب التفاعل معه وفهم طريقة تفكيره، من أجل أن يفهم هو بدوره طبيعة العمل السياسي، وعلى الأحزاب أن تفتح أبوابها أمامه دون عراقيل أو إقصاء”، مؤكدة على ضرورة إقناع هذا الجيل بأن التغيير لا يمكن أن يتحقق إلا من داخل المؤسسات.
وأبرزت المنصوري أن ما أسمته بـ”شيطنة الساحة السياسية” في مرحلة معينة جعلت المواطن ينظر إلى السياسيين بنوع من التوجس، في حين أن “السياسي، رجلاً كان أو سيدة، يشتغل بحسن نية لخدمة المصلحة العامة، وفق ما تقتضيه الأخلاق والبرامج المسطرة”، معتبرة أن بعض النماذج السلبية التي لم تكن في المستوى لا يجب أن تعمم على الجميع.
وأكدت المسؤولة الحكومية أن السياسي الحقيقي لا يظهر فقط خلال الفترات الانتخابية، بل يتفاعل باستمرار مع المواطنين على امتداد السنة، معتبرة أن الأحزاب السياسية تظل الفاعل الأساسي في ترسيخ الديمقراطية التي نص عليها الدستور، “الذي هو ثمرة إرادة ملكية وشعبية صادق عليها المغاربة”.
وشددت المنصوري على أن “لا يمكن تصور مغرب ديمقراطي بدون أحزاب سياسية قوية”، مبرزة أن استمرار الانتقاد من خارج الأحزاب دون السعي إلى الإصلاح من داخلها، لن يؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد العمل السياسي بالمغرب.




