زنقة 20 | الرباط
أعلنت حكومة منطقة مدريد بشكل رسمي انسحابها من برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية ابتداءً من العام الدراسي المقبل، معللة القرار بـ”عدم توفر الضمانات الكافية لضمان سير البرنامج بشكل مناسب”.
جاء ذلك في رسالة رسمية أرسلتها وزارة التعليم في مدريد إلى وزارة التربية الوطنية الإسبانية، لتعلن بذلك فسخ اتفاقية التعاون الثنائية التي كانت تتيح للمغرب إرسال مدرسين لتقديم دروس خارج المنهج الدراسي في مدارس مدريد.
و تشير وزارة التعليم في مدريد إلى وجود “نقص حاد في الرقابة والمعلومات” فيما يتعلق بالمعلمين المرسلين من المغرب، مشيرة إلى غياب بيانات واضحة عن مؤهلاتهم التربوية ومدى إتقانهم للغة الإسبانية، حيث يعتمد الاختيار فقط على كونهم موظفين حكوميين في المغرب.
كما ينتقد الجانب الإسباني غياب أي متابعة حكومية لضمان جودة البرامج التعليمية المعدة من قبل هؤلاء المدرسين، وعدم وجود آلية واضحة لضمان اندماج الطلاب المغاربة في النظام التعليمي الإسباني.
يأتي هذا القرار منسجما مع مطالبات سابقة لحزب فوكس اليميني المتطرف، الذي طالما اعتبر هذا البرنامج “مُجزئًا ثقافيًا” يساهم في تقسيم المجتمع، ووصفه بـ”خطة للسيطرة الثقافية”.
رغم أن مقترح الحزب بإلغاء البرنامج قوبل بالرفض في وقت سابق، إلا أن انسحاب مدريد يمثل اليوم تحقيقًا لأحد أهم أهدافه السياسية في ملف التعليم والهجرة.
يذكر أن البرنامج يعود إلى تسعينيات القرن الماضي كجزء من اتفاقيات التعاون الثقافي والتربوي بين إسبانيا والمغرب، ويهدف إلى الحفاظ على اللغة والثقافة المغربية بين الطلاب المغاربة دون الإخلال باندماجهم في المجتمع الإسباني.
ومع أن وزارة التربية الوطنية في مدريد لم تصدر ردًا رسميًا بعد، فإنها أكدت أن البرنامج مستمر في مناطق أخرى من إسبانيا وأنها ستراجع الوضع بعد قرار مدريد.



