شهدت مدينة غزة تطورًا ميدانيًا وُصف في الإعلام الإسرائيلي بأنه الأخطر منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، بعدما تعرّضت قوات الجيش الإسرائيلي لسلسلة كمائن مركزة نفذتها كتائب القسام في أحياء الزيتون والصبرة شرقي المدينة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أسفرت الهجمات عن مقتل عدد من الجنود وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة، إضافة إلى فقدان أربعة جنود، يُخشى أن يكونوا وقعوا في الأسر لدى القسام، وأشارت المصادر إلى أن إحدى الكمائن استهدفت قوة تابعة للفرقة 162 واللواء 401، حيث قُتل عدد من الجنود، قبل أن تتوسع العمليات وتوقع مزيدًا من الإصابات في صفوف الجيش.
التقارير أكدت أن الجيش الإسرائيلي لجأ إلى تفعيل “بروتوكول هانيبال” الذي يقوم على منع وقوع الجنود في الأسر حتى لو استُهدفوا بالنيران مباشرة من طرف زملائهم، وخلال محاولات الإجلاء، تعرّضت المروحيات العسكرية لنيران كثيفة حالت دون تنفيذ مهمتها على نحو كامل، ما اضطر القيادة لاستدعاء مروحيات إضافية وسط استمرار الاشتباكات.
ونقلت وسائل الإعلام العبرية أن بعض المصابين نُقلوا إلى مستشفى “إيخيلوف” في تل أبيب، بينما أمرت القيادة العسكرية بسحب القوات من حي الزيتون وإعادتها إلى ثكناتها بعد الخسائر التي تكبدتها. كما فرضت الرقابة العسكرية حظرًا على نشر تفاصيل ما جرى مع الجنود الأربعة المفقودين، في ظل استمرار عمليات البحث عنهم.
في المقابل، نشرت كتائب القسام صورة مرفقة بعبارة: “نذكّر من ينسى.. الموت أو الأسر”، وجاء ذلك في سياق رسالة واضحة بأن الجنود المفقودين قد يكونون في قبضة مقاتلي الحركة.
وكان الناطق باسم القسام، أبو عبيدة، قد أكد في وقت سابق أن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة سيكونون في ذات ظروف المخاطرة التي يعيشها مقاتلو الحركة في جبهات القتال، وقال عبر قناة الحركة على “تلغرام”: “سنحافظ على أسرى العدو بقدر استطاعتنا، وسيكونون مع مجاهدينا في أماكن القتال والمواجهة، في ظروف المخاطرة والمعيشة ذاتها. سنُعلن عن كل أسير يُقتل بفعل العدوان باسمه وصورته وإثبات مقتله”.
وحذّر أبو عبيدة من أن أي خطة إسرائيلية لاجتياح غزة ستكون “وبالاً على القيادة السياسية والعسكرية للاحتلال”، مؤكداً أن الجيش سيدفع الثمن دماءً وخسائر متزايدة، مع ارتفاع فرص أسر جنود جدد.
التقديرات الإسرائيلية اعتبرت ما جرى في غزة بمثابة اليوم الأصعب للجيش منذ السابع من أكتوبر، وسط خشية من أن يؤدي فقدان الجنود الأربعة إلى فتح فصل جديد من المواجهة مع “حماس”، يعيد ملف الأسرى إلى صدارة المعادلة العسكرية والسياسية.



