استهل المنتخب المغربي رحلته في النسخة الـ35 لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 بانتصار ثمين على منتخب جزر القمر (2-0)، لكن الأداء الذي قدمه الفريق لم يرقَ تمامًا لتوقعات الجماهير، التي كانت تأمل في مشاهدة نسخة أكثر قوة وحيوية من “أسود الأطلس”، تعكس المستوى المميز الذي أظهره المنتخب في نهائيات كأس العالم الماضية.
وفي تصريح لجريدة “مدار21″، أوضح المحلل الرياضي بدر الدين الإدريسي أن : “المستوى الذي ظهر به المنتخب المغربي طبيعي نظرًا لأن المباراة افتتاحية، وهذا النوع من المباريات يضع ضغطًا كبيرًا على اللاعبين وقد ينعكس سلبيًا أحيانًا على أداء المجموعة”، مضيفًا: “هذا النوع من المباريات يحتاج للكثير من الجرأة من طرف اللاعبين من أجل تحويل الضغط السلبي إلى ضغط إيجابي يخدم مصلحة الفريق”.
وأشار الإدريسي أيضًا إلى أن إهدار سفيان الرحيمي لضربة الجزاء في بداية المقابلة كان له تأثير كبير على مجريات الشوط الأول، وقال: “من سوء حظ الفريق الوطني أن سفيان الرحيمي أهدر ضربة جزاء في وقت مبكر من عمر المباراة، وهذا أمر يحصل في كرة القدم، لكن هذا الهدف كان من شأنه أن يغير وجه المباراة ويدفع لاعبي جزر القمر للخروج من الكتلة الدفاعية التي كانوا يعتمدونها”.
وأشاد المحلل بالتغييرات التي أجراها الناخب الوطني وليد الركراكي في الشوط الثاني، خاصة إخراج عز الدين أوناحي وإدخال عبد الصمد الزلزولي، مع إعادة إسماعيل الصيباري إلى وسط الميدان، ما أعطى الفريق حيوية إضافية وكثف الهجمات على دفاعات الخصم.
وأوضح بدر الدين الإدريسي أن هذا الضغط الهجومي القوي في الشوط الثاني أربك دفاعات منتخب جزر القمر، مما أتاح للمنتخب المغربي فرصة تسجيل الهدف الأول في اللقاء عن طريق الدولي المغربي إبراهيم دياز، واستطرد قائلا: “هذا الهدف حرر لاعبي المنتخب الوطني ودفع لاعبي جزر القمر للخروج من الكتلة الدفاعية للبحث عن هدف التعادل، وهو ما منح المنتخب الوطني حرية أكبر على مستوى المساحات وأسلوب اللعب، ليتمكن بعدها الفريق من تسجيل هدف ثاني رائع من مقصية للبديل أيوب الكعبي”.
واختتم الإدريسي تحليله قائلا: “هذا الفوز فوز استراتيجي مهم، لكنه يترك بعض الشكوك المتعلقة أساسًا بالفراغات الدفاعية التي يتركها الدفاع المغربي عند ممارسة الضغط الهجومي، خاصة أن المنتخب عانى في بعض اللحظات من الكرات المرتدة التي لعبت وراء ظهر اللاعبين، وشكلت خطرًا كبيرًا على مرمى الحارس ياسين بونو، الذي تمكن من إنقاذ مرمى المنتخب المغربي من هدف تعادل محقق لمنتخب جزر القمر”.



