بسبب ارتفاع التكلفة.. شركة “رايان إير” تُعيد توجيه أكثر من مليون مقعد من إسبانيا إلى المغرب ودول أخرى

admin12 أكتوبر 2025آخر تحديث :
بسبب ارتفاع التكلفة.. شركة “رايان إير” تُعيد توجيه أكثر من مليون مقعد من إسبانيا إلى المغرب ودول أخرى


أعلنت شركة الطيران منخفضة التكلفة “رايان إير” عن خفض كبير في جدول رحلاتها إلى إسبانيا خلال صيف سنة 2026، وذلك بتقليص عدد المقاعد المتاحة بنحو 1,2 مليون مقعد، وإعادة توجيهها إلى دول أخرى من ضمنها المغرب.

وحسب ما أوردته مصادر دولية متخصصة، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية أوسع تتبعها الشركة لمواجهة ارتفاع التكاليف في المطارات الإسبانية، ولا سيما تلك التي تديرها المجموعة الحكومية “إينا”، حيث ستتوقف “ريان إير” عن تسيير الرحلات من وإلى مطار أستورياس الواقع في شمال إسبانيا.

ووفق المصادر نفسها، فإن هذا القرار الذي أثار جدلا واسعا في إسبانيا، جاء عقب انتقاد “رايان إير” للرسوم المتزايدة التي تفرضها “إينا” على المطارات الإقليمية، معتبرة أنها تجعل التشغيل غير مربح، حيث عبّر الرئيس التنفيذي للشركة، مايكل أوليري، عن استيائه من السياسات المتبعة في إدارة المطارات الإسبانية، داعيا إلى تعديل هيكل الرسوم المفروضة لضمان استمرار نمو القطاع في البلاد.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه من المتوقع أن يؤثر خفض 1,2 مليون مقعد على عدد من المطارات الإسبانية، خصوصا تلك الواقعة في المناطق ذات حركة الركاب المنخفضة، حيث كانت “رايان إير” تمثل أكبر شركة طيران، وتمثل هذه التخفيضات نحو 10 بالمائة من طاقتها التشغيلية الصيفية في إسبانيا.

وفي المقابل، تشير المصادر المذكورة، أن شركة “ريان إير” تخطط لتحويل تركيزها نحو مطارات رئيسية في إيطاليا والمغرب وكرواتيا والمجر والسويد، في خطوة تهدف لتعويض الانسحاب من المطارات الصغيرة واستغلال أسواق أكثر تنافسية من حيث التكاليف.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يُعد أول بلد في العالم يوقع مع “ريان إير” اتفاقا خاصا بتشغيل شبكة رحلات داخلية، وهو ما يُعد سابقة في تاريخ هذه الشركة التي بنت استراتيجيتها العالمية على الرحلات العابرة للحدود داخل أوروبا.

وفي هذا السياق،أعلنت الشركة في صيف 2024، عن استثمار ضخم بلغ 1,4 مليار دولار أمريكي في المملكة، شمل تشغيل 11 مسارا داخليا جديدا يربط تسع مدنا مغربية، من بينها مراكش، وفاس، وطنجة، ووجدة، وتطوان، وورزازات، والصويرة، وأكادير، والعيون.

وحسب قراءة العديد من الفاعلين في القطاع السياحي، فإن هذا الاتفاق لم يكن مجرد صفقة تجارية، بل خطوة استراتيجية تحمل في طياتها أبعادا اقتصادية وتنموية، ففتح خطوط جوية بأسعار منخفضة بين مدن مغربية لطالما عانت من ضعف الربط الجوي، مثل ورزازات والرشيدية والصويرة، يعني كسر عزلة هذه المناطق، وإتاحة فرص جديدة للاستثمار والسياحة المحلية، كما ساعد على إعادة توزيع الحركة السياحية التي كانت متركزة بشكل شبه حصري على محور الدار البيضاء-مراكش، باتجاه مدن أخرى.

وتتجلى أيضا أهمية هذه الخطوة، وفق المصادر نفسها، في كونها جاءت بدعم مباشر من وزارتي النقل والسياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ما يعكس وعيا رسميا بأن تعزيز الربط الجوي الداخلي هو جزء لا يتجزأ من تطوير العرض السياحي الوطني، فالطائرة لم تعد وسيلة لنقل السياح الأجانب فقط، بل أداة استراتيجية لتنمية السياحة الوطنية وتحقيق التوازن بين الجهات.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة