في خطوة جديدة نحو تعميق التعاون الثنائي في المجال الزراعي، حلت بعثة مغربية رفيعة المستوى بولاية كاليفورنيا الأمريكية، في الفترة ما بين 22 و28 يونيو 2025، في إطار مهمة تجارية نظمتها الرابطة الوطنية لوزارات الزراعة في الولايات الأمريكية “NASDA”، بهدف تعزيز الشراكة بين الرباط وواشنطن في قطاع الفلاحة والغذاء.
وحسب ما أوردته الرابطة الأمريكية، فقد شارك في هذه المهمة، التي تأتي بدعم من برنامج الترويج الزراعي الإقليمي التابع لوزارة الفلاحة الأمريكية، مسؤولون كبار من الهيئة المغربية لسلامة الأغذية “أونسا”، إلى جانب ممثلين عن شركات مغربية رائدة في المجال الزراعي، حيث قاموا بالاطلاع عن كثب على قدرات السوق الأمريكية، وجودة الابتكار الزراعي، وإمكانات التعاون الثنائي في عدد من المجالات ذات الأولوية.
ووصفت الرابطة الوطنية لوزارات الزراعة هذه الزيارة بأنها “خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط الزراعية بين المغرب والولايات المتحدة”، حيث قال الرئيس التنفيذي للرابطة، تيد ماكيني، إن هناك “رغبة قوية من الجانبين لبناء علاقات تجارية طويلة الأمد قائمة على القيم المشتركة والابتكار”.
وقد شمل برنامج الزيارة، التي امتدت لأسبوع، المشاركة في قمة “ساليناس للزراعة البيولوجية”، حيث التقى أعضاء الوفد المغربي بوزيرة الأغذية والزراعة في ولاية كاليفورنيا، كارين روس، وتبادلوا معها النقاش حول الأولويات الزراعية المشتركة وإمكانيات التعاون المستقبلي في مجالات متعددة.
وأفادت الرابطة الأمريكية، أن البعثة المغربية حرصت على استكشاف فرص التعاون في مواضيع متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي في الفلاحة، وتنسيق الأطر التنظيمية، ولوجستيات الموانئ، وتدبير الموارد المائية والتربة، وسلامة الأغذية، والتكنولوجيا الحيوية، ومقاومة الجفاف، والمنتجات الفلاحية ذات القيمة العالية مثل الحوامض والمكسرات.
وقد شارك في المهمة، حسب المصدر نفسه، أيضا ممثلون عن وزارات الزراعة بولايات كانساس ونيو مكسيكو، إلى جانب جمعية التجارة الزراعية للولايات الغربية، ما وفر منظورا أمريكيا واسع النطاق حول سبل التعاون مع الشركاء المغاربة.
وتهدف هذه الدينامية الجديدة إلى توسيع فرص الولوج إلى الأسواق، وفتح آفاق تجارية للمنتجات الزراعية الأمريكية في المغرب ومنطقة غرب إفريقيا، في مقابل تمكين المغرب من تطوير شراكاته مع الفاعلين الزراعيين الأمريكيين ونقل الخبرات والتجارب.
وتجدر الإشارة إلى أن بعثة تجارية أمريكية كانت قد حلت بالمغرب في دجنبر 2024، ووصفت حينها بأنها الأكبر من نوعها نحو إفريقيا، حيث ضمت ممثلين عن 50 شركة فلاحية ومنظمات تجارية و14 إدارة فلاحية من عدة ولايات أمريكية، بهدف تعزيز العلاقات التجارية وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية والغذائية إلى المغرب، الذي يُعد ثاني أكبر سوق للمنتجات الفلاحية الأمريكية في إفريقيا، بقيمة صادرات بلغت 619 مليون دولار سنة 2023.
وراهنت الولايات المتحدة خلال تلك الزيارة على الموقع الاستراتيجي للمغرب كنقطة وصل رئيسية للأسواق الإفريقية، في إطار رؤية استراتيجية تسعى إلى تعميق التعاون مع القارة السمراء عبر البوابة المغربية، وهو ما يتقاطع مع زيارة الوفد المغربي إلى كاليفورنيا، بما يعكس متانة الشراكة الفلاحية بين الجانبين وتوجهها نحو أفق أكثر شمولا واستدامة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية.



