وقع المغرب اتفاقية رقمية استراتيجية تهدف إلى تحديث خمسين ألف محل تجاري في الأحياء الشعبية بمختلف مدن المملكة وإدماجهم في عالم الاقتصاد الرقمي وحلوله، في خطوة تماثل عددا من التجارب الدولية التي أثبتت نجاحها، كالصين والهند والبرازيل.
وحسب ما أفادت به وزارة الصناعة والتجارة في بلاغ لها، فإن الاتفاقية وقعها الوزير رياض مزور الثلاثاء مع شركة “Z. Systems”، بهدف وضع المغرب في مسار جديد نحو رقمنة التجارة الداخلية، وإعطاء نفس جديد للتجار الصغار الذين يشكلون ركيزة أساسية للاقتصاد المغربي.
وتهدف هذه الاتفاقية التي تم توقيعها بمدينة سلا، خلال يوم دراسي حول التجارة الداخلية تحت شعار: “جميعًا من أجل تجارة مغرب 2030” (تهدف) إلى تمكين أصحاب المحلات من أدوات رقمية متطورة تتيح لهم التواصل المباشر مع العلامات الكبرى والموزعين، إلى جانب اعتماد محفظة إلكترونية فورية، مما يعزز الشمول المالي ويساهم في رفع كفاءة التوزيع.
وتندرج هذه الخطوة، حسب مزور، ضمن رؤية أشمل تهم دعم تجارة القرب وتطويرها بما يواكب التحولات العالمية، مشيرا إلى أن قطاع التجارة يوجد في صلب التحولات البنيوية التي تعرفها المملكة، وأن تحديثه لم يعد خيارا بل ضرورة وطنية، خاصة في ظل الاستعداد لتنظيم كأس العالم 2030 الذي يفرض تقوية البنية الاقتصادية والقدرات التنافسية.
ويبدو أن المغرب يسير على نهج عدد من الدول التي نجحت في هذا المجال، فالصين تمكنت عبر منصات المدفوعات الرقمية مثل “WeChat Pay” و”Alipay” من تحويل المتاجر الشعبية إلى جزء من الاقتصاد الرقمي، فيما حققت الهند طفرة مماثلة من خلال نظام “UPI”، أما البرازيل فقد أحدثت نجاحا مماثلا بفضل نظام المدفوعات الفورية “Pix”.
وفي هذا السياق، فإن الاتفاقية التي وقعها مع شركة “زد سيستيمز”، لم تقتصر على هذه الشركة فقط، بل شملت أيضا شركة “WOLIZ Solution” التي ستعمل على تجهيز 20 ألف متجر مغربي بأجهزة الأداء الإلكتروني وتوسيع تطبيقها ليشمل 90 ألف تاجر.
ويسعى المغرب من خلال رقمنة المحلات الصغيرة للمساهمة في معالجة أحد أبرز التحديات التي يواجهها الاقتصاد المغربي، وهو الاقتصاد غير المهيكل، إذ سيمكن هذا التحول من إدخال آلاف التجار ضمن الدورة الاقتصادية الرسمية.
كما أن هذه الخطوة تدخل في إطار المساعي المغربية الرامية إلى دخول عالم الرقمنة في جميع المجالات، من أجل أن تكون البلاد قادرة على مواكبة التطورات التي تشهدها الساحة العالمية فيما مجال المعاملات بمختلف أصنافها، ولا سيما أن المملكة مقبلة على استحقاقات دولية كبيرة، مثل كأس أمم إفريقيا وكأس العالم.



