زنقة20| علي التومي
في أعقاب الفضيحة التي هزّت الرأي العام الوطني وتناقلتها وسائل إعلام دولية، بعد بث خارطة المغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية خلال تغطية القناة الرياضية لبطولة كأس الأمم الإفريقية للسيدات، أصدر فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تعليماته بفتح تحقيق داخلي.
ورغم أن قرار التحقيق جاء متأخرا، إلا أن حجم الخطأ الذي وقع على شاشة قناة يفترض أن تكون صوتًا للسيادة الوطنية، فتح باب التساؤلات مجددا حول التسيير العشوائي، وغياب الرقابة التحريرية والمهنية داخل الإعلام العمومي.
الخطأ الجسيم الذي مسّ الوحدة الترابية للمملكة ليس فقط “سقطة تقنية”، بل فضيحة ترقى إلى تقويض أحد الثوابت الوطنية التي لا تقبل التهاون أو التساهل. فكيف لقناة مغربية، وفي مناسبة قارية تقام على التراب الوطني، أن تُمرر خريطة مجتزأة دون أدنى تحقق أو مراقبة؟
مصادر مطلعة كشفت أن التحقيق قد يُطيح برؤوس كبيرة داخل القناة، بل إن الحديث بدأ يتزايد حول إمكانية إزاحة العرايشي نفسه، الذي كان مقرراً أن يُحال على التقاعد قبل أشهر، في إطار إصلاح مرتقب للمنظومة الإعلامية الوطنية.
ويبقى السؤال الأبرز، هل يكون هذا التحقيق مجرد إجراء شكلي لامتصاص غضب المغاربة، أم بداية فعلية لنهاية مرحلة عنوانها الأبرز: الفوضى واللامحاسبة داخل دار البريهي.




