تحدثت صحيفة “برافدا” الروسية العريقة، المقربة من النظام في موسكو، عن مخرجات اللقاء رفيع المستوى الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره المغربي ناصر بوريطة في العاصمة الروسية موسكو، في تقرير عنونته بمصطلحات قوية قالت فيه، “لافروف وبوريطة يشكلان محورا جديدا: روسيا والمغرب يعيدان رسم خريطة إفريقيا”.
وأشارت الصحيفة الروسية المذكورة إلى أن الجانبين، أي بوريطة ولافروف، تبادلا وجهات النظر بشأن تطور الأوضاع في شمال إفريقيا والمناطق المتاخمة لمنطقة الساحل والصحراء، في وقت تشهد فيه القارة تحولات استراتيجية متسارعة.
وأضافت “برافدا” أن وزارة الخارجية الروسية أكدت في بيانها أن الحوار بين لافروف وبوريطة أبرز “الاهتمام المشترك بتعزيز العلاقات في مجال السياسة العالمية”، معتبرة أن الطرفين يسعيان إلى توسيع دائرة التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية، خاصة تلك المرتبطة بالاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط.
وحسب المصدر ذاته، فقد وصل بوريطة إلى موسكو بصفته رئيسا مشاركا في الدورة الثامنة للجنة المشتركة المغربية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي ومشاريع الابتكار، حيث تم خلال المحادثات التركيز على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك لمواجهة التوترات في المنطقة ومواكبة التحولات الجيوسياسية الراهنة.
وقال الصحيفة أن المفاوضات بين الجانبين أسفرت عن تجديد الالتزام بـ”العمل المشترك من أجل تسوية النزاعات بالطرق الدبلوماسية”، مع التأكيد على احترام المعايير الدولية الأساسية والدور المحوري للأمم المتحدة في معالجة الأزمات.
وأشارت الصحيفة الروسية نقلا عن دبلوماسيين إلى أن هذا التقارب بين موسكو والرباط يساهم في تحقيق الاستقرار في مناطق تشهد هشاشة سياسية وأمنية، ويفتح آفاقاً جديدة لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، هو ما أكدا عليه الوزيران بالفعل خلال اجتماعهما.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قال في اللقاء الذي جمعه بنظيره المغربي، إن العلاقات بين روسيا والمغرب تقوم على أسس متينة من التعاون الاستراتيجي، مشيرا إلى أن “علاقاتنا تنبني على الاتفاقيات التي تم التوصل إليها على المستوى الأعلى بين الرئيس الروسي والملك محمد السادس، سواء في إطار الشراكة الاستراتيجية الموقعة سنة 2002، أو الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي تم إقرارها سنة 2016”.
وأضاف لافروف أن زيارة بوريطة إلى موسكو “تشكل دليلا على طبيعة العلاقات القوية التي تجمع بين روسيا والمغرب”، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في سياق سياسي واقتصادي حافل تتمثل في عقد أشغال اللجنة الروسية المغربية الثامنة للتعاون التجاري والاقتصادي، لمناقشة العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وأشار الوزير الروسي إلى أن بلاده “تولي أهمية استثنائية للمفاوضات الجارية اليوم، خاصة في ضوء الظروف الصعبة والتوترات التي تمر بها منطقتا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، مؤكدا أن روسيا كانت ولا تزال مستعدة للمساهمة في تسوية العديد من الأزمات والخلافات بالطرق السلمية.
وشدد لافروف على أن موسكو “تولي أهمية كبيرة للتنسيق السياسي الخارجي مع المغرب، من خلال العديد من المنابر والمنصات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة”، مبرزا أن “العمل المشترك بين بلدينا يتطلب المضي قدمًا في تنفيذ الأجندة الثنائية وتعزيز التعاون في إطار جامعة الدول العربية”.



