زنقة 20 / الرباط
رغم مرور ما يقارب خمسة عشر عامًا على انطلاق أشغال تثنية الطريق الوطنية رقم 2، الرابطة بين مدينتي تطوان وشفشاون، لا تزال هذه الطريق تعرف تعثرًا كبيرًا في الإنجاز، وسط انتقادات متزايدة من المواطنين والمهتمين بالشأن المحلي.
وكان وزير التجهيز والنقل الأسبق، عبد القادر اعمارة، قد صرّح أن الأشغال ستنتهي سنة 2019، إلا أن الواقع أظهر عكس ذلك، حيث ما تزال أجزاء مهمة من المشروع غير مكتملة، فيما يعاني مستعملو الطريق من ظروف تنقل صعبة وخطيرة في بعض المقاطع.
وعود لم تتحقق
يمتد هذا المقطع الطرقي لحوالي 60 كيلومترا فقط، ومع ذلك، تجاوزت مدة إنجاز أشغاله 14 سنة، في وقت تنتهي فيه مشاريع مماثلة في وقت وجيز.
وقد أثار هذا الوضع تساؤلات حول أسباب التأخر، لا سيما في ظل التصريحات المتكررة عن “قرب انتهاء الأشغال” و“تجاوز نسبة الإنجاز 80٪”، وهي أرقام لا تجد لها ترجمة فعلية على أرض الواقع، بحسب ما يؤكده عدد من السكان المحليين ومستعملي الطريق.
مقطع دار أقوبع – بني حسان: وضعية كارثية
يُعد المقطع الرابط بين منطقتي دار أقوبع وبني حسان من أكثر الأجزاء تدهورًا، حيث لم تنطلق فيه الأشغال إلى حدود اليوم، رغم خطورته البالغة وكثافة استعماله اليومية.
ويؤكد المواطنون أن هذا الجزء من الطريق يشكل نقطة سوداء، سواء من حيث الحوادث أو من حيث ضعف البنية التحتية.
تساؤلات قبل الانتخابات
و تزامن إعلان وزارة التجهيز عن “تحقيق تقدم كبير في الأشغال” مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو ما فسره البعض بمحاولة استثمار سياسي لمشروع لم يكتمل بعد، في حين يُنتظر من الجهات المسؤولة تقديم توضيحات دقيقة حول أسباب التأخر، والجدول الزمني الحقيقي لاستكمال ما تبقى من المشروع.
طريق استراتيجية بمواصفات ضعيفة
تكتسي الطريق الوطنية رقم 2 أهمية استراتيجية، لربطها بين مناطق جبلية وسياحية كبرى، ولتسهيل التنقل بين الساحل المتوسطي والداخل، إلا أن تأخر تثنيتها يؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، ويطرح علامات استفهام حول الحكامة في تنفيذ المشاريع الكبرى.



