قال الكرملين الخميس، إن واشنطن لم تخطر موسكو بخططها بشأن استئناف التجارب النووية قبل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه وزارة الدفاع باستئنافها، وحذر من أنه إذا تخلت أي دولة عن قرار وقف التجارب، فإن روسيا “ستتصرف وفقاً لذلك”.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الولايات المتحدة “دولة ذات سيادة ولها الحق في اتخاذ قرارات سيادية”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن “أي مقترحات جوهرية بشأن معاهدة نيو ستارت”، ورغم ذلك، قال بيسكوف إن مصير المعاهدة والتجارب النووية قضيتان مختلفتان.
وفي سبتمبر الماضي، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإبقاء طوعاً على قيود تحدد الحد الأقصى لحجم أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، وهي قيود منصوص عليها في معاهدة “نيو ستارت” لعام 2010، التي ينتهي أمدها في فبراير، “إذا فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه”.
وقال الكرملين إن روسيا والولايات المتحدة “لا تجريان حالياً محادثات على مستوى الخبراء بشأن نزع السلاح النووي، ولكن هذا الموضوع مدرج على جدول الأعمال”.
وكان ترمب قد قال الخميس، إنه يجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن نزع السلاح النووي.
وقال بيسكوف إن موسكو لا تعتقد أن الحوار مع الولايات المتحدة قد وصل إلى طريق مسدود، ونفى أن تكون روسيا وأميركا قد دخلتا في سباق تسلح جديد.
وتابع: “لا نعتقد أن جولة جديدة من سباق التسلح قد بدأت. وروسيا لا علم لها بإجراء أي دولة تجارب أسلحة نووية”.
وحذر من أنه إذا تخلت أي دولة عن الالتزام بوقف التجارب النووية، فإن روسيا “ستتصرف وفقاً لذلك”.
وعن اختبار روسيا لطوربيد بوسيدن، وصاروخ “بوريفيستنيك”، قال بيسكوف إن هذه “ليست اختبارات نووية”، رغم إعلان بوتين الأربعاء، اختبار الطوربيد النووي بوسيدن، والصاروخ بوريفيستنيك، الذي قال إنه مزود بـ”مفاعل نووي صغير”.
وأعرب الكرملين عن أمله في أن تكون المعلومات المتعلقة باختباري “بوريفيستنيك” و”بوسيدون” قد نقلت إلى ترمب بشكل صحيح.
وقال إن بوتين أبلغ الجنود الروس على التجارب لـ”إطلاعهم على الإجراءات المتخذة لضمان أمن روسيا”.
وكان بوتين قد أعلن الأربعاء، أن روسيا اختبرت بنجاح طوربيداً نووياً فائق القدرة من طراز بوسيدون، مضيفاً أنه “أقوى بكثير” من صاروخ سارمات الباليستي العابر للقارات، مشيراً إلى أن سارمات سيدخل الخدمة قريباً.
ويصف المسؤولون الأميركيون والروس الطوربيد بوسيدون بأنه فئة جديدة من الأسلحة الانتقامية القادرة على إحداث أمواج مشعة في المحيطات لجعل المدن الساحلية غير صالحة للسكن.
وقال بوتين خلال زيارته المستشفى العسكري المركزي في موسكو، إن الطوربيد بوسيدون “لا مثيل له في العالم من حيث السرعة أو العمق، ومن غير المرجح أن يظهر في المستقبل القريب”، وقال إن اعتراض بوسيدون هو “أمر مستحيل”.
وأضاف بوتين، وهو يتناول الشاي في مستشفى بموسكو مع عسكريين روس أصيبوا في حرب أوكرانيا، إن الاختبار أُجري الثلاثاء.
وأعلن بوتين عن ما وصفه بـ”نجاح كبير” في اختبار غواصات مسيّرة تعمل بمحركات نووية. وقال إن صاروخ “بوريفيستنيك” الروسي “يتفرد بمزايا حربية وعملياتية خارقة، وفيه تكنولوجيا يمكن تطبيقها في المجال الحربي والعلمي”.
وذكر أن نظام الدفع النووي للصاروخ يُمكن إطلاقه في دقائق، بقوة تضاهي قوة مفاعل غواصة نووية، ولكن بحجم أقل بألف مرة.
وتابع: “بينما يبدأ المفاعل النووي التقليدي العمل في غضون ساعات وأيام، يبدأ هذا المفاعل النووي (المُركّب في صاروخ بوريفيستنيك) العمل في غضون دقائق وثوانٍ – وهذا إنجازٌ هائل”، وفق قوله.



