كشفت وكالة “رويترز” أن إدارة ترامب تعمل على إعادة تفسير أحادي الجانب لمعاهدة مراقبة تكنولوجيا الصواريخ الموقعة سنة 1987، بهدف تسهيل تصدير طائرات مسيّرة هجومية ومتقدمة من طراز “MQ-9 Reaper”، والتي سبق للمغرب أن طلب 4 مسيرات من هذا الطراز، في الولاية الأولى لترامب دون أن يتم إتمام الصفقة حتى الآن.
ووفق المعطيات الحصرية التي كشفت عنها “رويترز“، تقوم الفكرة على تصنيف هذه المنصات كبنى جوية شبيهة بالطائرات المأهولة مثل مقاتلات “F-16” بدلا من اعتبارها أنظمة صاروخية، وهو ما سيتيح للولايات المتحدة “التحايل” على قيود المعاهدة المذكورة.
وحسب المصدر نفسه، قد يشمل التفسير الجديد فتح المجال أمام بيع العديد من طائرة MQ-9 المسيرة، إلى الدول التي سبق أن طلبتها، ومن ضمنهم المملكة العربية السعودية، التي طلبت 100 وحدة، كما قد يفتح الباب أمام صادرات أخرى إلى حلفاء في المحيط الهادئ وأوروبا ودول أخرى أعربت عن اهتمامها.
وأضافت “رويترز” أن السياسة الجديدة التي تهدف إدارة ترامب إلى تنفيذها ستمكّن الشركات الأمريكية المصنّعة للطائرات المسيرة الكبيرة، من أن تُعامل منتجاتها كجزء من آلية “المبيعات العسكرية الأجنبية” بوزارة الخارجية الأمريكية، ما يسهل بيعها دوليا عبر قنوات حكومية رسمية.
وفي علاقة مع هذه التطورات بالمغرب، فإن خطوة إدارة ترامب تُقرب الرباط من استلام أربع طائرات مسيّرة من طراز MQ-9 كانت الصفقة بشأنها قد بلغت مراحل متقدمة في نهاية ولاية ترامب الأولى، لكن تنفيذها لم يُنجز بعد.
وكان الخبير السياسي والعسكري، محمد شقير، قد صرح سابقا لـ”الصحيفة” بخصوص هذا الموضوع، أن الصفقة كان قد “تم إبرامها في نهاية ولاية الرئيس ترامب الأولى، والتي ارتبطت ببرامج اتفاقية أبراهام التي كانت تتضمن بالإضافة إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل فتح قنصلية أمريكية بالداخلة وتأسيس صندوق للاستثمار، لتحل إدارة بايدن وتعلق ليس فقط هذين الاتفاقين، بل أيضًا صفقة استكمال اقتناء المغرب للدرونات الأربعة”.
وأضاف شقير في التصريح ذاته، أن “تأكيد بعض التقارير الإعلامية الأمريكية بإمكانية بث الكونغرس في استكمال هذه الصفقة بعد إعادة انتخاب الرئيس ترامب يوحي بإمكانية إبرام هذه الصفقة، خاصة بعد تقوية علاقات التحالف العسكري بين الولايات المتحدة والمغرب”.
وأشار شقير أيضا إلى أن “هذا التحالف العسكري يتجلى في المناورات العسكرية بين البلدين وزيارات المسؤولين الأمريكيين للمغرب، وبالأخص زيارة وفد من الكونغرس للمملكة مؤخرا، وعقد اجتماع مع المفتش العام للقوات المسلحة الملكية بالرباط، وكذا رسو حاملة الطائرات ترومان بميناء الحسيمة وتنظيم مناورات جوية باستخدام أحدث الطائرات الحربية الأمريكية”.
وعن دوافع الرباط لزيادة اقتناء المسيرات، قال شقير إن “رفع المغرب من عدد صفقات اقتنائه للمسيرات يدخل ضمن استراتيجية تحديث الترسانة العسكرية، خاصة السلاح الجوي، حيث ظهر ذلك ليس فقط في إبرام صفقة اقتناء طائرات ف-16، خاصة في نسختها الجديدة التي تتضمن إضافة بعض التقنيات التي تتميز بها طائرات ف-35، بل أيضا في إبرام صفقات لاقتناء مسيرات حربية”.
ولفت المتحدث ذاته في هذا السياق بأن المغرب”يتوفرعلى أكبر أسطول من هذه الطائرات في منطقة شمال إفريقيا، والتي تجاوزت 100 مسيرة إسرائيلية وأمريكية وتركية، في إطار تبنيه لسياسة التنويع العسكري”.
كما أكد شقير أن “حاجة المغرب للدفاع عن حدوده وشل تحركات القوات البوليساريو في المنطقة العازلة تشجعه على مزيد من اقتناء هذا النوع من الأسلحة، التي أثبتت فعاليتها الاستطلاعية والهجومية، خاصة في عدة مسارح حربية كالحرب الروسية الأوكرانية”، مشيرا إلى أن “هذا الاقتناء يأتي أيضا في إطار خطة المغرب للشروع في توطين صناعة عسكرية، وبالأخص صناعة الدرونات”.



