تصريحات لافروف الأخيرة تميل إلى المغرب.. وهناك استياء جزائري داخلي من مواقف روسيا – الصحيفة

admin20 أكتوبر 2025آخر تحديث :
تصريحات لافروف الأخيرة تميل إلى المغرب.. وهناك استياء جزائري داخلي من مواقف روسيا – الصحيفة


كشفت صحيفة “بيزنس إنسايدر” في تقرير لها عن حالة من الاستياء داخل الجزائر من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مؤخرا، والتي بدت – حسب التقرير- أكثر ميلا نحو المغرب، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الساحل وقضية الصحراء المغربية، إذ رصدت ردود فعل غاضبة من طرف العديد من المتتبعين الجزائريين.

وقال التقرير إن روسيا تجد نفسها عالقة في حبل دبلوماسي مشدود بين القوتين الإقليميتين، إذ تواصل تعزيز تعاونها الدفاعي والطاقي مع الجزائر، أحد أقدم شركائها في القارة الإفريقية، فيما تُظهر في المقابل دعما متزايدا لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، وهو موقف قد يُحدث توترا في علاقاتها مع الجزائر لكنه يضع موسكو في صف عدد متزايد من الدول التي تؤيد مبادرة الرباط.

وأشار التقرير إلى أنه خلال مؤتمر صحفي عُقد مؤخرا في موسكو، تهرّب لافروف من الإجابة على سؤال طرحته صحفية جزائرية حول مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها “فيلق إفريقيا” الروسي، المعروف سابقا باسم “مجموعة فاغنر”، في مالي.

وأضاف التقرير في هذا السياق، أنه بدلا من الرد على الاتهامات، حوّل الوزير الروسي النقاش نحو التاريخ الإقليمي قائلا، “نعلم أن هناك بعض التوترات بين أصدقائنا في الجزائر وأصدقائنا في مالي، وأن هذه التوترات تعود إلى الحقبة الاستعمارية عندما رُسمت الحدود الإفريقية بشكل مصطنع دون مراعاة توزيع المجموعات العرقية والسكانية”.

كما قارن لافروف الوضع بما حدث في رواندا قبل الإبادة الجماعية، مشيرا إلى أن “شعب الطوارق في الجزائر ومالي يواجه المصير نفسه، إذ تجاهلت القوى الاستعمارية توزيعهم الجغرافي”، قبل أن يتهم “القوى الاستعمارية السابقة” بتأجيج حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل لتحقيق مصالحها الجيوسياسية، محاولا بذلك صرف الانتباه عن العمليات الروسية في المنطقة.

وقد أثارت هذه التصريحات، حسب “بيزنيس إنسايدر” ردود فعل غاضبة في الجزائر، حيث كتب ناشط جزائري على مواقع التواصل الاجتماع في هذا السياق، “هل ستستدعي الجزائر السفير الروسي للاحتجاج على تصريحات لافروف، أم ستصمت كعادتها؟ إن لعبة التوازن الروسية تصب في مصلحة المغرب—صفعة جديدة لدبلوماسيتنا”.

وترددت هذه الانتقادات، وفق التقرير، في أوساط جزائرية واسعة، إذ اعتبر معلقون أن تهرّب لافروف من الرد على أسئلة “فيلق إفريقيا” عبر تحميل مسؤولية الاضطرابات في الساحل للحدود الجزائرية زاد من حدة الإساءة.

وفي السياق نفسه، نقل التقرير تعليق شخص جزائري يُدعى “مهدي أغ” الذي قال إن “كلمات لافروف حول الطوارق والحدود كانت أقسى على الجزائر من حديثه عن الصحراء، لأنها تنتقد مبدأنا في ‘قدسية الحدود الاستعمارية’ وتكشف عمق التوترات في الساحل”.

وتحدث التقرير عن “تحول” في الخطاب الروسي بخصوص قضية الصحراء، وهو التحول الذي يعكس ميلا روسيا نحو المغرب، حيث قال لافروف خلال المؤتمر نفسه إن موسكو مستعدة لدعم خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء إذا وافق عليها جميع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن موسكو، التي حافظت طيلة سنوات على موقف متحفظ أقرب إلى الحياد وغالبا ما امتنعت عن التصويت خلال جلسات مجلس الأمن المتعلقة ببعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، تبدو الآن أقرب إلى تبنّي موقف داعم للمغرب، في انسجام مع الشراكة الاستراتيجية التي وُقعت بين الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين عام 2016.

وفي سياق هذا التقارب، لفت التقرير إلى إعلان المغرب وروسيا يوم الجمعة الماضي عن توقيع اتفاقية جديدة للتعاون في مجال الصيد البحري، لتحل محل الاتفاق السابق الذي انتهت صلاحيته سنة 2024، ما يُعدّ خطوة إضافية في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة