تصريحات لافروف حول الصحراء في ميزان الدبلوماسية.. المغرب يراهن على تحييد الفيتو الروسي بمجلس الأمن

admin14 أكتوبر 2025آخر تحديث :
تصريحات لافروف حول الصحراء في ميزان الدبلوماسية.. المغرب يراهن على تحييد الفيتو الروسي بمجلس الأمن


زنقة 20 | خالد أربعي

أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن قضية الصحراء المغربية، والتي جاءت عقب لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة في نيويورك، تفاعلاً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، واعتبرها البعض تطوراً إيجابياً في موقف موسكو التقليدي.

في تصريحه، أقرّ لافروف بأن خيار الاستفتاء، الذي ظل لسنوات محور الطرح الأممي لتسوية النزاع، لم يعد واقعياً كما كان قبل 30 سنة. واعتبر أن هناك مستجدات على الأرض تفرض مقاربات أكثر واقعية، من بينها مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية.

ولعل اللافت في موقف موسكو هو تأكيد لافروف أن مقترح الحكم الذاتي يمكن اعتباره شكلاً من أشكال تقرير المصير، وهو تطور لافت في خطاب روسيا، وإن لم يصل إلى مستوى الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء.

ورغم هذا الانفتاح، شدد لافروف على أن أي حل، بما في ذلك خيار الحكم الذاتي، يجب أن يحظى بقبول جميع الأطراف المعنية، في إشارة واضحة إلى الجزائر وجبهة البوليساريو.

هذا الشرط يعكس استمرار التزام روسيا بخط الحياد التقليدي، ويؤكد في الوقت ذاته حرصها على عدم الاصطدام بمصالح شركائها الاستراتيجيين في المنطقة، وعلى رأسهم الجزائر، أحد أبرز زبائن السلاح الروسي في إفريقيا.

و بحسب قراءات محللين، فإن المغرب لا يعوّل كثيراً على أن تقوم موسكو بخطوة اعتراف مباشر بسيادته على الصحراء، خصوصاً في ظل التحالفات الاستراتيجية الروسية في المنطقة لكن الرباط تأمل في أن تلتزم روسيا بموقف “غير معرقل” داخل مجلس الأمن، وألا تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار أممي يدعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلاً جدياً وواقعياً للنزاع.

زيارة بوريطة الأخيرة إلى نيويورك ولقاؤه مع لافروف تأتي في سياق دينامية دبلوماسية مغربية نشطة، تهدف إلى تحييد الفاعلين الدوليين التقليديين أو جذبهم نحو موقف أقرب إلى المقاربة المغربية.

ومع أن الطريق لا يزال طويلاً نحو مواقف روسية واضحة داعمة، إلا أن لهجة موسكو باتت أكثر مرونة مقارنة بالمواقف السابقة التي كانت تركز فقط على “الشرعية الدولية” دون الإشارة إلى مضامين الحلول الواقعية.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة