أثار قرار وزارة الشباب والطفولة الإسبانية تعليق لافتة تحمل عبارة “إسبانيا و الصحراء” على واجهة مقرها الرئيسي في مدريد، جدلا سياسيا واسعا، بعدما اعتُبر خطوة رمزية من الوزيرة سيرا ريغو، القيادية في حزب اليسار الموحد، تتناقض مع الموقف الرسمي لحكومة بيدرو سانشيز.
الخطوة جاءت امتدادا لنشاط سابق، حيث كانت الوزيرة قد استقبلت في يوليوز الماضي نحو خمسين طفلا صحراويا من مخيمات تندوف في إطار برنامج “عطل في سلام”، وخلال هذا النشاط، قام الأطفال المشاركون برسم جدارية داخل مقر الوزارة كتبوا عليها عبارة “إسبانيا و الصحراء”.
وسيرا عابد ريغو، المولودة في إقليم بلنسية لأم إسبانية وأب فلسطيني، تنتمي لحزب اليسار الموحد IU، وهو جزء من تحالف أحزاب اليسار الراديكالي بزعامة استلاف “سومار”، المشارك في الحكومة، وتلك الأحزاب داعمة تقليديا للطرح الانفصالي في الصحراء، وتتصادم مع موقف الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقود الحكومة ويتزعمه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.
واعتبرت مصادر إعلامية اسبانية، أن استمرار تعليق اللافتة منذ ما يقارب الشهرين، يبرز تناقضا واضحا مع الموقف الرسمي الإسباني، الذي غيّر جذريا سياسة مدريد التقليدية إزاء ملف الصحراء سنة 2022، بعدما أعلن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز دعمه الصريح للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، في خطوة أنهت أزمة دبلوماسية حادة مع الرباط، وأعادت الدفء للعلاقات بين البلدين.
يُذكر أن هذا التحول التاريخي للموقف الاسبانية تجاه الصحراء، جرى تثبيته عبر الإعلان المشترك الموقع يوم 7 أبريل 2022، خلال اللقاء بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، حيث أكدت الوثيقة أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تم تقديمها سنة 2007 الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لتسوية النزاع”.
ورغم اعتراضات أحزاب يسارية مشاركة في التحالف الحكومي مثل اليسار الموحد و”بوديموس”، إلا أن هذه التشكيلات لم تنسحب من الائتلاف وواصلت دعمها لسانشيز، مكتفية بالتعبير عن مواقف رمزية في مناسبات محدودة، من ضمنها الخطوة الأخيرة لوزارة الشباب الاسبانية.



