لم تمرّ ليلة افتتاح كأس أمم إفريقيا 2025 “كان المغرب” دون أن يتجدّد الجدل حول أسعار المشروبات بالمقاهي، بعدما تفاجأ زبناء بزيادات طالت منتجات اعتادوا استهلاكها بأثمان أقل. زيادات وُصفت من طرف حماة المستهلك بـ”غير المبرَّرة”، في وقت يدافع فيه أرباب المقاهي عن “ارتفاع طفيف” بالنظر للظروف الاستثنائية التي تعرفها مثل هذه الأيام.
ويدافع أرباب المقاهي عن أحقية الزيادات الطفيفة في تسعيرة المشروبات بمبرر “حجز” بعض الزبناء للكراسي ساعات طويلة قبل موعد المباراة ما يحرمهم من مداخيل إضافية أو تكبدهم لخسائر على مستوى تجهيزات المقهى من كراسي وطاولات عند احتفال المتفرجين بأجواء المقابلة.
“زيادات طفيفية ومقبولة”
نور الدين الحراق، رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، قال إنه “عقدنا لقاءات متعددة على أساس أن تبقى الأثمنة في مكانها الطبيعي دون تغيير وأن لا يتحول هذا العرس الإفريقي إلى مناسبة لزيادة الأسعار على المستهلك وتعكير صفوة هذه الفرجة”، مبرزاً أن “الملاحظ في مباراة الأمس بين المنتخب المغربي ومنتخب جزر القمر هو حفاظ معظم المقاهي على الأسعار في مستوياتها”.
وأضاف الحراق، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “حالات قليلة هي التي رفعت الأسعار أكثر من مستواها اليومي أو الذين اعتمدوا تذكرة الدخول إلى المقهى في يوم المباراة فقط دون غيرها من الأيام”، مبرزاً أنه “عموماً فإننا سجلنا أن اليوم الأول عرف مستوى أسعار مقبول وهو ما نتمنى أن يظل معمولا به في باقي أيام البطولة”.
وسجل المتحدث ذاته أنه “في بعض الحالات، إذا تم رفع الأسعار بدرهم أو درهمين أو حتى ثلاثة دراهم فإن الأمر يظل نسبيا مقبولاً”، مبرزاً أن “بعض المستهلكين يحجزون مقاعدهم في المقاهي لساعات قبل بداية المقابلة وبالتالي حرمان صاحب المقهى من مداخيل إضافية”.
وفي هذا الصدد، أشار الحراق إلى أن “تساهل صاحب المقهى مع مثل هذه السلوكات يجب أن يقابله تساهل المستهلكين حينما يتم رفع التسعيرة نسبياً وبشكل خفيف في بعض المباريات”، مؤكدا أن “معظم أصحاب المقاهي يعتبرون أن الأيام العادية أفضل من حيث ظروف الاشتغال من أيام المباريات”.
إلى ذلك، أوضح الحراق أن “أيام المباريات غالبا ما تنتهي إلى خسائر على مستوى تجهيزات المحل خصوصاً الكراسي والطاولات التي تنكسر بعضها خلال احتفال الزبناء بالفوز أو تسجيل الأهداف”، مستدركاً أن “المبدأ يقتضي الحفاظ على الأسعار في مستواها مع تفهم المستهلكين لبعض حالات الزيادة التي يصادفونها في أيام المباريات”.
“مبررات مرفوضة”
حمزة عزوز، عضو رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، قال إن “مبرر حجز الكراسي أو الضغط على المقاهي في أيام المباريات أو تعرض بعض تجهيزاتها للكسر لا يبرر الزيادة التي تتم على مستوى تسعيرة المشروبات في المقاهي”، مشيراً إلى أن “الأسعار المعلن عنها في لائحة المشروبات هي التي يجب أن يتم العمل بها”.
وأضاف الفاعل المدني، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “الإشكال الأكبر هو أن الزيادة التي تتم على مستوى التسعيرة لا يتم الإعلام بها من طرف صاحب المقهى”، مسجلاً أن “هذا الأمر مخالف للقانون بحكم أن تصرفات بعض الزبناء لا يمكن أن تبرر الزيادة على الجميع”.
ورفض المتحدث ذاته منطق “العقاب الجماعي الذي يبرر به أرباب المقاهي الزيادة في أسعار المشروبات”، لافتاً إلى أن “كل شخص قام بتصرف يمكن أن يتحمل مسؤوليته بمفرده وليس كل الزبناء”.
واعتبر المصدر عينه أن “هذه الزيادات تخالف قانون حماية المستهلك في ما يتعلق بإشهار الأسعار”، مبرزاً أنه “من غير المعقول أن يرتفع سعر مشروب ما وأن لا يخبر الزبون بالزيادة إلا عندما يريد أن يؤدي سعر ما شربه”.
وأوضح عزوز أن رابطة حماية المستهلك رصدت ظاهرة أخرى في المقاهي وهي عدم الزيادة في أسعار المشروبات بالنسبة للزبناء الدائمين وإنما تشمل الزيادة الزبناء الظرفيين فقط، مشددا على أن السلطة المحلية لابد من أن تحارب مثل هذه السلوكات التي تنغص على الزبناء فرحة هذه البطولة الرياضية.



