زنقة 20 ا الرباط
أعربت التنسيقية النسائية من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الأسرة عن استنكارها الشديد لتصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، التي اعتبر فيها أن “الزواج هو خلاص الفتيات”، معتبرة أن هذا التصريح يشكل “إساءة بالغة” للنساء المغربيات، ويضرب في العمق الحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور والتشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية.
وجاء في بيان التنسيقية، الذي وقعته ثلاث جمعيات نسائية (اتحاد العمل النسائي، الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء)، أن خطاب بنكيران “يعكس تصورًا رجعيًا ومتخلفًا لأدوار النساء في المجتمع”، ويمثل “تحريضًا علنيًا على التمييز وتكريسًا للوصاية على اختيارات النساء”، كما اعتبرته “محاولة بئيسة للنيل من مكتسبات الدولة الحديثة”.
واعتبرت الجمعيات أن ما جاء في تصريح رئيس الحكومة الأسبق لا ينسجم مع التزامات المغرب الدولية، وعلى رأسها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) واتفاقية حقوق الطفل، كما يتعارض مع مقتضيات الدستور المغربي، خاصة الفصلين 31 و32، اللذين ينصان على ضمان الحق في التعليم والمساواة بين المواطنين والمواطنات.
وحذرت التنسيقية من أن مثل هذه التصريحات تغذي “ثقافة التمييز” و”تشرعن العنف الرمزي والمعنوي ضد النساء”، في وقت تعمل فيه الدولة والعديد من القوى الوطنية على دعم تمكين المرأة ومحاربة الهدر المدرسي وتزويج القاصرات.
وفي هذا السياق، دعت التنسيقية الدولة إلى “تحمل مسؤولياتها في مواجهة الخطابات النكوصية التي تستهدف حقوق النساء ومكتسباتهن”، مطالبةً بـ”عدم التسامح مع كل من يسعى إلى تقويض مشروع المجتمع الديمقراطي الحداثي”.
كما وجهت نداءً إلى الأسر المغربية بـ”تشجيع الفتيات على استكمال مسارهن الدراسي”، مشددة على أن التعليم ليس فقط حقًا أساسياً، بل هو مدخل لتحقيق الكرامة والاستقلال الاقتصادي وحياة أسرية متوازنة.
واختتمت التنسيقية بيانها بالتأكيد على أهمية “تعبئة القوى الديمقراطية والحقوقية والثقافية للتصدي لكل أشكال التراجع عن مكتسبات النساء، وفضح الخطابات التي تحاول جر المغرب إلى الوراء”.



