حريق “دردارة” بشفشاون التهم 500 هكتار من الغابات والرهان هو تطويقه قبل نهاية اليوم – الصحيفة

admin14 أغسطس 2025آخر تحديث :
حريق “دردارة” بشفشاون التهم 500 هكتار من الغابات والرهان هو تطويقه قبل نهاية اليوم – الصحيفة


تتواصل منذ ثلاثة أيام جهود السلطات المغربية لإخماد الحريق الغابوي الذي اندلع بجماعة دردارة بإقليم شفشاون، واعتبر واحدا من أكبر الحرائق المسجلة في شمال المملكة سواء من حيث المساحة المتضررة أو حجم الموارد التي جرى حشدها للتعامل معه، فيما أكدت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، لـ ”الصحيفة” أن الحريق الذي استنفر مئات العناصر والآليات وطائرات الإطفاء في معركة يومية ضد ألسنة اللهب، يراهن على إعلان السيطرة الكاملة قبل نهاية اليوم الخميس.

جاء ذلك في تصريح خص به “الصحيفة” عبد الرحيم الهومي المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، الذي كشف عن تفاصيل مكثفة لعمليات التدخل التي يشرف عليها ميدانيا لإخماد الحريق الغابوي المندلع منذ أيام بجماعة دردارة بإقليم شفشاون، موضحا أن الجهود الكبيرة التي بذلتها مختلف الفرق المشاركة مكنت من تحقيق تقدم بالغ الأهمية على الأرض، إذ تم إلى حدود صباح اليوم الخميس التحكم الكامل في البؤر الكبيرة التي كانت مصدر القلق الأكبر خلال الساعات الماضية، فيما انحصر الخطر الآن في بعض البؤر الصغيرة المشتتة التي تعمل الطائرات وفرق الإطفاء على القضاء عليها بشكل نهائي، مع رفع سقف التوقعات إلى بلوغ نسبة مائة في المائة من التحكم والسيطرة قبل حلول مساء اليوم إذا ظلت الظروف الجوية على حالها أو تحسنت أكثر.

الهومي، أوضح أن النجاح في تطويق الحريق بهذا الشكل يعود بالأساس إلى سرعة التدخل منذ اللحظات الأولى لاندلاع النيران، وإلى التنسيق الوثيق بين مختلف المصالح المدنية والعسكرية والأمنية والبيئية، مضيفا أن هذا الحريق لو لم تتم مواجهته مبكرا بهذا المستوى من الجاهزية، لكان من المحتمل أن يتسع نطاقه ليشمل مساحات أوسع بكثير نظرا لطبيعة التضاريس الجبلية وكثافة الغطاء النباتي الذي يشكل وقودا مثاليا للنيران في مثل هذه الظروف.

وأشار المسؤول المغربي، إلى أن نسبة التحكم حتى صبيحة اليوم الخميس بلغت سبعة وتسعين في المائة، وهي مؤشر على أن الخطر الكبير قد تراجع لكن بلوغ السيطرة النهائية يتطلب مواصلة العمل بلا انقطاع حتى على أصغر البؤر المشتعلة، لأن أي إهمال أو توقف مبكر قد يمنح النيران فرصة للتمدد مجددا بفعل الرياح أو الجمرات المدفونة تحت الرماد.

وبلغة الأرقام، قال الهومي إن المساحة التي طالتها ألسنة اللهب حتى الآن تقدر بحوالي 500 هكتار، تشمل أجزاء واسعة من المجال الغابوي إضافة إلى بعض الحقول المجاورة، لكنه شدد على أن هذه المساحة، رغم أهميتها، ظلت محدودة بفضل العمل الجوي المكثف باستخدام أربع طائرات من نوع “كانادير” وأربع أخرى من نوع “توربو تراش”، إضافة إلى التدخل البري المستمر الذي نفذته فرق مجهزة بعشرات الشاحنات والصهاريج وآليات الحفر، في ظل مشاركة ما يقارب أربعمائة وخمسين عنصرا من فرق الإطفاء والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة وأطر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وكلهم في حالة تعبئة قصوى منذ بداية الأزمة.

وأضاف الهومي، أن أحد أهم عناصر النجاح في هذه العملية هو عدم تسجيل أي إصابات أو خسائر بشرية مع حماية القرى والمزارع القريبة من الحريق عبر خطوط عزل ومنع انتشار، وهو ما تم بفضل العمل الاستباقي للفرق الميدانية وتوجيه الطائرات نحو أكثر النقاط خطورة، مؤكدا أن حماية الأرواح والممتلكات تأتي على رأس الأولويات، ثم الحد من الأضرار البيئية والاقتصادية الناجمة عن فقدان الغطاء النباتي.

وفي سياق أوسع، ربط الهومي ما يجري حاليا بجماعة دردارة بتحديات أكبر تواجه المغرب في موسم الصيف، حيث تزداد مؤشرات الخطورة بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي تؤثر على قابلية الغابات للاشتعال.

وأوضح المسؤول ضمن التصريح ذاته الذي خص به “الصحيفة”، أن السنوات الأخيرة أظهرت أن مواجهة حرائق الغابات لم تعد مجرد تدخلات ظرفية، بل أصبحت معركة سنوية تتطلب تخطيطا طويل الأمد واستثمارا كبيرا في الوسائل التقنية والبشرية، وهو ما تعمل عليه الوكالة الوطنية للمياه والغابات بتنسيق مع باقي المؤسسات، سواء عبر تحديث أسطول الطائرات أو تطوير أنظمة المراقبة والإنذار المبكر أو تكثيف حملات التوعية في صفوف الساكنة المجاورة للمناطق الغابوية.

وختم الهومي تصريحه بالتأكيد على أن كل الموارد البشرية والوسائل اللوجستية ستظل معبأة حتى يتم الإعلان بشكل رسمي عن إخماد الحريق نهائيا مع مواصلة عمليات المراقبة بعد ذلك لأيام وربما لأسابيع، حتى لا يترك المجال لأي عودة محتملة للنيران، مشددا على أن ما تحقق حتى الآن في دردارة يمثل نموذجا ناجحا لكيفية التعامل مع الكوارث البيئية في ظروف معقدة، ورسالة بأن المغرب قادر على حماية ثروته الغابوية متى توفرت الإرادة والتنسيق والجاهزية.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة