دفاعا عن بنعيسى الجيراري .. متى كان الانضمام إلى الأحزاب السياسية عيباً ؟

admin25 سبتمبر 2025آخر تحديث :
دفاعا عن بنعيسى الجيراري .. متى كان الانضمام إلى الأحزاب السياسية عيباً ؟


زنقة 20. الرباط

منذ نهاية الأسبوع الماضي يتعرض الفنان المقتدر بنعيسى الجيراريلهجوم غير مبرر من بعض الأطراف السياسية بعد كلمة ألقاها في مؤتمر جهوي لحزب “التجمع الوطني للأحرار” بمدينة مراكش.

هجوم يكشف، للأسف، عن ازدواجية صارخة في نظرة بعض الأطراف إلى مهنة الفنان: يريدونه رمزاً للتنوير وواجهة ثقافية، لكنهم يمنعونه من ممارسة أبسط حقوقه الدستورية كمواطن، وهو الحق في الانتماء السياسي

الفنان في نهاية المطاف ليس مجرد ماكينة لتجسيد الأدوار على الخشبة أو الشاشة، بل هو مواطن كامل الحقوق والواجبات.

ولهذا، فإن اختيار بنعيسى الجيراري الدفاع عن توجهات حزب”التجمع الوطني للأحرار” ليس خيانة للفن ولا مساساً بمكانته كوجه إبداعي، بل هو امتداد طبيعي لوعيه وحرصه على أن يكون فاعلا في قضايا وطنه، لا متفرجا سلبيا.

المثير أن كثيرين ممن انتقدوا خطوته، يتناسون أن المغرب عرف منذ الاستقلال عدداً من الفنانين والرياضيين والمثقفين الكبار الذين انخرطوا في العمل السياسي، ولم يُنتقص من قيمتهم شيئا، بل زادت مكانتهم لأنهم جمعوا بين الإبداع والالتزام.

… أولم يعين جلالة الملك الفنانة ثريا جبران وزير للثقافة ؟
… وماذا عن تولي البطلة الأولمبية نوال المتوكل منصب وزيرة للشباب والرياضة؟

فهل هؤلاء خانوا مهنتهم ؟

الجواب حتما لا وألف لا ..

لنطرح سؤالا: لماذا يريد البعض أن يحرم الممثل بنعيسى الجيراريمن حقه الدستوري في الانتماء السياسي ؟

الجواب بسيط: كلمة بنعيسى الجيراري في مؤتمر الأحرار بمراكش شاهدها عبر الفيديوهات التي تم تداولها في مختلف المنصات أزيد من 8 ملايين شخص، والمؤكد أن كان لها تأثير إيجابي على صورة حزب “الأحرار” لدى المغاربة، باعتباره حزبا يحتضن الفنانين ويمنحهم الحق في التعبير والاقتراح، ولذلك فمن الطبيعي أن ينزعج خصوم الحزب، ويشنوا حملة هوجاء ضد الجيراري.

لا تقلق يا سي بنعيسى، فذنبك ليس لأنك اخترت أن تجمع بين الفن والمواطنة الفاعلة .. بل لأن قدرنا أنه يعيش بيننا اليوم من لا يريد للفنان أن يكون مواطنا كاملا.

إنهم يتناسون أن الدفاع الحقيقي عن الفنان لا يكون بتجريده من حقوقه، بل بتمكينه من كل الوسائل التي تجعله فاعلا في السياسات الثقافية.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة