رغم مشكل تراكم الجفاف..”ميهادرين” الإسرائيلية تعتزم توسيع إنتاج الحوامض والأفوكا في المغرب

admin27 سبتمبر 2025آخر تحديث :
رغم مشكل تراكم الجفاف..”ميهادرين” الإسرائيلية تعتزم توسيع إنتاج الحوامض والأفوكا في المغرب


أعلنت شركة “ميهادرين” الإسرائيلية، أحد أكبر الفاعلين العالميين في قطاع الفواكه الطازجة، عن خططها لتوسيع استثماراتها الزراعية في المغرب، من خلال مشروع يركز على إنتاج الأفوكادو والحوامض في إطار مبادرة “Global Farming” التي أطلقتها سنة 2022.

ووفق المعطيات التي كشف عنها موقع “Fresh Plaza” فإن هذه الشركة التي أسست سنة 2023 كيانا زراعيا جديدا بالمغرب على مساحة 1,000 هكتار مخصصة لزراعة الأفوكادو، و400 هكتار للحوامض، تعتزم الانفتاح على محاصيل محلية أخرى ملائمة للبيئة المغربية.

وحسب المصدر نفسه، يأتي هذا التوسع في إطار استراتيجية دولية تهدف إلى ضمان التزويد بالمنتجات الفلاحية على مدار السنة، عبر مزارع مملوكة للشركة في مناطق مختلفة من العالم، كان آخرها الاستحواذ على ضيعة كبرى في دولة البيرو لإنتاج الأفوكادو والحوامض.

ولفت تقرير “فريش بلازا” أن المغرب يمثل قاعدة محورية في هذا المشروع، بفضل موقعه الجغرافي القريب من أوروبا، وما يوفره من فرص للتصدير نحو الأسواق العالمية، خاصة في ظل التنافس المتزايد على المنتجات الفلاحية المرتبطة بالأمن الغذائي.

وتأتي هذه الخطط في وقت يعرف فيه المغرب نقاشا داخليا محتدما حول ندرة المياه وتداعيات الجفاف، إذ يرى العديد من الخبراء أن التوسع في الزراعات الموجهة للتصدير، خصوصا الأفوكادو والحوامض، يزيد من الضغط على الموارد المائية المستنزفة أصلاً

ويشهد المغرب منذ سنوات تراجعا مقلقا في معدلات التساقطات المطرية، ما انعكس على وضعية السدود والفرشة المائية، وأثار انتقادات واسعة للنموذج الفلاحي القائم، الذي يركز على الزراعات الموجهة للأسواق الخارجية رغم استهلاكها الكبير للماء.

غير أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش دافع مؤخرا عن هذا النموذج الفلاحي الذي يتبناه، حيث قال خلال مقابلة إعلامية مع القناتين الأولى والثانية في الأسابيع القليلة الماضية، إن”ما يُقال إن نموذجنا الفلاحي يستنزف الماء هو صورة نمطية، ففلاحتنا لا تستهلك أكثر من 500 مليون متر مكعب، بينما ما نستوره من القمح وباقي المنتوجات يصل إلى 2 مليار متر مكعب، وبالتالي فالمعادلة في صالح المغرب فيما يخص الماء.”

وأضاف أخنوش أن عائدات الصادرات المغربية من الخضر والفواكه بأسعارها الحالية “أكثر أهمية بكثير من قيمة القمح الذي نستورد”، مشيرا إلى أنه “لا يوجد أي مشكل في اختياراتنا الفلاحية، لأن 500 مليون متر مكعب من الماء يمكن أن يوفرها سد واحد فقط” حسب تعبيره.

غير أن أخنوش في ذات اللقاء، اعترف بأن المغرب في حاجة إلى التساقطات المطرية لتحقيق ذلك، معربا عن أمله أن تكون هذه السنة، سنة ممطرة، وهو ما دفع بالكثير من المتتبعين إلى اعتبار أن كلامه حول النموذج الفلاحي ومحاولة فصله عن النقاش الدائر عن الماء، يشوبه التناقض.

ويرى الكثير من الخبراء، أن اعتماد المغرب على نموذج فلاحي يركز على المزروعات التي تحتاج إلى الماء بشكل كبير، مثل البطيخ الأحمر والأفوكا، من أجل التصدير في وقت تعرف فيه البلاد جفافا متراكما، هو أحد أبرز المشاكل المتعلقة بالماء، ولا يمكن تجاهل ذلك.

وكان الخبير الفلاحي العربي الزكدوني قد شدد في تصريح لـ”الصحيفة” على أن المغرب يجب يعيد النظر في نموذجه الفلاحي ونموذجه الاستهلاكي، معتبرا أن النموذج الفلاحي القائم حاليا على التركيز على المنتوجات الفلاحية الموجهة للتصدير، والتي تستنزف الموارد المائية، يشكل خطرا وتهديدا كبيرا على مستقبل البلاد.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة