زنقة20 | الرباط
شهدت دينامية “جيل Z” بالمغرب زلزالا تنظيميا غير مسبوق، بعد إعلان فرع جهة سوس – ماسة تعليق أنشطته بشكل نهائي، احتجاجا على ما وصفه بـ”الانحراف عن المسار النضالي الأصلي للحراك” و”تحكم قيادات خارجية في قرارات الحركة” ضمنها قيادات قاطنة خارج أرض الوطن وأخرى تابعة لجماعة “العدل والإحسان” وأخرى لحزب “النهج” التي تمول أنشطتها وكافة المتطلبات اللوجستية.
وجاء هذا القرار في بلاغ مزدوج مؤرخ بتاريخ 15 أكتوبر 2025، اعتبر أن القيادة المقيمة بالخارج تتخذ قرارات انفرادية دون الرجوع إلى القواعد النضالية داخل المغرب، متهماً إياها بـ”فقدان الشرعية التنظيمية”، ومعلناً بطلان جميع المبادرات والبيانات الصادرة عنها من حيث الشكل والمضمون.
وأكد البلاغ أن التيار المنشق يرفض ما وصفه بـ”الوصاية الفكرية والجغرافية المفروضة من طرف أشخاص يتحكمون في الخطاب من وراء الشاشات”، مشيرا إلى أن بعض القيادات استغلت رموز الحراك الشبابي لأغراض شخصية وأيديولوجية، بل وصلت إلى حد “تبني خطابات عنصرية تجاه المناضلين الأمازيغ والسوسيين”، وهو ما اعتبرته القواعد خرقا لمبادئ المساواة والتعددية التي تأسس عليها الحراك.
اتهامات بالمسّ بالهوية الأمازيغية
وأشار البيان إلى حادثة أثارت غضبا واسعا وسط الشباب الأمازيغي بالمغرب، عقب تصريحات منسوبة إلى الصحفي بوبكر الجامعي أثناء استضافته على منصة “ديسكورد” التابعة لشباب جيل Z، حيث عبّر خلالها عن مواقف اعتُبرت “مشينة ومهينة للغة والهوية الأمازيغية”، وفق تعبير البيان.
كما ندد المنسحبون بما وصفوه بـ”التعامل المتحيز وغير اللائق” من قبل مسيري المنصة، بعدما تم التضييق على أحد النشطاء لمجرد طرحه أسئلة تتعلق بجوهر الديمقراطية والتنمية، معتبرين أن ذلك “يناقض روح الحوار والانفتاح” التي يدّعيها المشروع.
تعليق الأنشطة واتهامات بالارتهان للخارج
وفي خطوة تصعيدية، أعلن التيار المنشق تعليق جميع أنشطته داخل دينامية جيل Z إلى حين “عودة المشروع إلى خطه الوطني والنضالي الأصيل”، مؤكدين أن أهدافهم كانت واضحة منذ البداية، والمتمثلة في إصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد، بعيداً عن “الارتهان للأجندات الخارجية أو الحسابات الإيديولوجية الضيقة”.
ويعد هذا التطور التنظيمي مؤشراً على تفاقم الانقسامات الداخلية داخل جيل Z المغربي، الذي انطلق كحراك شبابي ذي مطالب اجتماعية، قبل أن تتغلغل داخله خلافات فكرية وتنظيمية تهدد بتفكيك بنيته من الداخل وتدخل جهات خارجية وأشخاص يردون تصفية حسابتهم على حساب الشباب.
المتابع، للأنشطة التي تُنظَّم على منصة ديسكورد لما يُعرف بـ”#GENZ212″، يتّضح أن هذه المبادرة، التي تُقدَّم على أنها مساحة شبابية حرة للنقاش، تخفي خلف واجهتها “الحوارية الديموقراطية” توجها فكريًا وسياسيًا محددًا، يروم توجيه الرأي العام الشبابي نحو مسارات مشبوهة بدأت معالم خطابها تظهر للعموم بعد أن تم قمع الصوت الامازيغي لدواع داخل الحركة عنصرية اقصائية محضة و انزياحها نحو المسار الذي خطه لها الواقفين ورائها بتوجيه إيديولوجي بعيد عن المطالب المشروعة المتعلقة بالصحة والتعليم ومحاربة الفساد.
وتسائل العديد عبر شبكات التواصل الإجتماعي عن إستضافة شخصيات لا علاقة لها بالمطالب المشروعة والمجتمعية للشعب المغربي، تحاول الركوب عليها من خلال مداخلات تتعمد “الأستاذية” لتوجيه مطالب الحركة الشبابية نحو رغبات شخصية وتصفية حسابات مع السلطة.





