زنقة 20 | الرباط
أصدرت رابطة الشرفاء البودشيشيين بياناً شديد اللهجة، أعربت فيه عن رفضها القاطع لما وصفته بـ”محاولات الانقلاب على الشرعية الروحية” داخل الطريقة القادرية البودشيشية، في إشارة مباشرة إلى ما أُثير مؤخراً حول مستقبل مشيخة الطريقة بعد رحيل جمال الدين بودشيش.
وقالت الرابطة في بيانها إنها تتابع “بقلق بالغ” ما وصفته بـ”المحاولات المتكررة للمكر والكيد بالطريقة وشيخها الجديد سيدي منير بودشيش”، الذي تم تعيينه بناءً على وصية مكتوبة وموقعة من الراحل “سيدي جمال”، وبدعم من ثلة من العلماء والشرفاء، ووفق الأعراف المتبعة داخل الطريقة.
وقد أثار بيان منسوب إلى الشيخ منير، تم تداوله على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، جدلاً كبيراً داخل الأوساط المرتبطة بالطريقة، حيث زُعم فيه تنازله عن المشيخة لفائدة شقيقه الأصغر. وهو ما وصفته الرابطة بـ”البيان الكاذب والمغرض”، معتبرة أن الغرض منه هو “زعزعة الاستقرار داخل الطريقة، والتشويش على قيادة شيخها الجديد المعروف بورعه واستقامته وكفاءته العلمية والروحية”.
رفض قاطع لأي “محاولة انقلابية”
واعتبرت الرابطة أن أي محاولة لإزاحة سيدي منير عن المشيخة تعد “انحرافاً خطيراً عن الشرعية الروحية والوصية الصريحة”، مؤكدة أن هذا الأمر “لا يقبله العقل السليم ولا ينسجم مع روح القانون المغربي ولا مع المرجعية الدينية للمملكة”.
وحذّرت من أن هذه المحاولات “تهدد وحدة الطريقة واستقرارها، وتفتح الباب أمام فتنة لا تحمد عقباها”، موجهة نداءً لكافة مريدي الطريقة، داخل المغرب وخارجه، برص الصفوف والتمسك بالنهج الروحي المعتدل الذي ميز الطريقة على مر العقود.
إشادة بالدعم الداخلي والخارجي
كما نوهت الرابطة بالمواقف الثابتة لمقدمي ومقدمات الزوايا التابعة للطريقة، والذين “وقفوا سداً منيعاً أمام المخطط الرامي إلى الطعن في شرعية الشيخ الجديد”، مثمنة في الوقت ذاته “الدور المسؤول والحكيم” الذي أبداه الشيخ منير خلال هذه المرحلة الحرجة.
وثمنت الرابطة أيضاً المواقف الداعمة من باقي الزوايا الصوفية والعلماء والفاعلين الدينيين داخل المغرب وخارجه، الذين عبروا عن تضامنهم مع ما اعتبروه “الشرعية الروحية القائمة على السند التاريخي والصوفي المتين”.
وحذّرت الرابطة من أي تدخل خارجي في شؤون الطريقة، مشيرة إلى أن “أي جهد أو تمويل أو تحرك يروم زرع الفرقة داخل الطريقة مصيره الفشل والخسران”. ودعت إلى “الاحتكام إلى الوصية الشرعية، واحترام الأعراف الروحية للطريقة، وتجنيبها التوظيف السياسي أو المصالح الفئوية”.
وفي ختام بيانها، أكدت الرابطة أنها تحتفظ لنفسها بكافة الوسائل القانونية والقضائية للدفاع عن “الشرعية غير القابلة للتصرف”، مشددة على أن العلاقة بين شيخ الطريقة ومريديه “قائمة على أساس المحبة والثقة والتسليم في العلم الظاهر والباطن، وفق المنهج التربوي الصوفي المعتدل”.



