زنقة 20 / الرباط
أثار الزفاف الفاخر الذي نظمه بارون مخدرات يدعى “موسى” بالناظور مؤخرا موجة استياء واسعة، بعدما تحوّل إلى استعراض فجّ للبذخ، وخرق سافر للقوانين، تمثل في إطلاق النار في الهواء، ومرور مواكب سيارات فارهة دون أي تدخل يُذكر من الجهات الأمنية. هذا الحدث، الذي وُصف بـ”الاستفزازي”، دفع العديد من المواطنين والفاعلين المحليين إلى طرح تساؤلات جدية حول دور السلطات في فرض النظام، ومدى جدّية التعامل مع مظاهر التسيّب عندما يكون مرتكبوها من أصحاب النفوذ.
ولم تمضِ سوى أيام قليلة على هذه الواقعة حتى أعلنت القيادة العليا للدرك الملكي عن إعفاء الكولونيل رضوان لهبوب من مهامه كقائد جهوي للدرك الملكي بالناظور، في خطوة فُهمت على نطاق واسع كإجراء تأديبي غير معلن، بسبب ما اعتُبر تقصيراً واضحاً في التعاطي مع ما شهده الزفاف من خروقات خطيرة تمسّ هيبة الدولة وسيادة القانون.
ورغم تقديم القرار رسمياً ضمن حركة انتقالية شملت عدة جهات، فإن تزامنه مع الزفاف المثير للجدل، وما تلاه من استياء، يعززان فرضية أن إعفاء لهبوب لم يكن مجرد إجراء إداري روتيني، بل رسالة صارمة من القيادة العليا بأن الانضباط واليقظة الميدانية لم يعودا خياراً، بل شرطاً أساسياً للاستمرار في مناصب المسؤولية.
وتمت إحالة الكولونيل لهبوب إلى المفتشية العامة بالرباط، إلى جانب ضباط آخرين، في إطار ما وصفته مصادر مطلعة بإعادة هيكلة عميقة، تهدف إلى تقييم الأداء وتعزيز الرقابة الداخلية، في سياق استراتيجية جديدة لتكريس مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتوجيه إنذار مبطن لكل من يستهين بمتطلبات المرحلة.




