زنقة 20 | العيون
في خطوة تعكس إرتباكا دبلوماسيا وتناقضا في المواقف، نظمت جنوب إفريقيا من مقر سفارتها في الجزائر العاصمة، ما سمّته بـ”المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع البوليساريو”، وذلك أيامًا فقط بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، إلى الرباط، والتي عبّر خلالها عن دعم حزبه الكامل لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي وذي مصداقية لنزاع الصحراء.
وفي محاولة واضحة لاحتواء تأثير هذه الزيارة سارع السفير الجنوب إفريقي بالجزائر، ندوميزو نديما، إلى افتتاح المنتدى بخطاب تقليدي يؤكد “استمرارية” دعم بلاده لأطروحة الانفصال، غير أن تنظيم النشاط من خارج جنوب إفريقيا، واعتماده على الحليف الجزائري كمضيف فعلي، أظهر أن بريتوريا لم تعد قادرة على قيادة هذا الملف بنفس الزخم السابق.
ويُجمع دبلوماسبون، على أن المنتدى لم ينجح في كسر العزلة المتزايدة التي باتت تحاصر خطاب البوليساريو في إفريقيا، خاصة مع توالي دعم دول القارة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي تعتبرها الأمم المتحدة وقوى دولية متعددة أرضية جادة وواقعية لإنهاء النزاع.
ويذكر ان زيارة زوما للمغرب وما تلاها من مواقف مؤيدة لوحدة المملكة الترابية، وضعت السلطات في بريتوريا في موقف حرج، خاصة وأن هذه التصريحات جاءت من شخصية سياسية بارزة لها وزن داخل المشهد الجنوب إفريقي، وتمثل تيارًا متصاعدًا يعيد النظر في مواقف قديمة لم تعد تنسجم مع تحولات الواقع الجيوسياسي في القارة.
